وطنا اليوم:أصبح آدم موسيري رئيس منصة إنستغرام أحد أبرز الشخصيات الشهيرة حول العالم، لدوره المحوري في تشكيل واحدة من أكثر منصات التواصل الاجتماعي تأثيرا في العالم.
ويتميز مشواره المهني بجذوره في التصميم والابتكار. والتزامه بتحويل طريقة تواصل الناس عبر الإنترنت. أما رحلته من طالب في نيويورك إلى أحد عمالقة التكنولوجيا بصافي ثروة تُقدّر بـ120 مليون دولار، فهي تُعد ملهمة بكل المقاييس.
النشأة والبدايات
وفقا لتقرير نشره موقع “يب بي ان تايمز”، وُلد آدم موسيري في 23 يناير/كانون الثاني 1983 في مدينة نيويورك، ونشأ في شاباكوا، نيويورك، لعائلة يعمل فيها الوالد كمعالج نفسي والوالدة معمارية.
بدأ اهتمامه بالتصميم والتكنولوجيا في سن مبكرة. التحق بمدرسة “جالاتين للدراسات الفردية” بجامعة نيويورك، وتخرج في عام 2005 بدرجة البكالوريوس في تصميم المعلومات.
وخلال فترة دراسته، ظهرت روحه الريادية حين أسس شركة استشارية في التصميم تحت اسم “Blank Mosseri”، ركزت على التصميم الجرافيكي والتفاعلي وتصميم المعارض، وكان لها مكاتب في نيويورك وسان فرانسيسكو.
وبدأ موسيري مسيرته المهنية من بدايات متواضعة، حيث عمل في غسل الصحون وتقديم الطعام قبل دخوله عالم التكنولوجيا.
ففي عام 2007، انضم إلى شركة TokBox كمصممها الأول، حيث طور مهاراته في تصميم واجهات المستخدم. أما انطلاقته الحقيقية فكانت في عام 2008 عندما التحق بفيسبوك كمصمم منتجات، مما شكّل بداية صعوده المهني داخل الشركة لمدة عشر سنوات. في عام 2009، تمّت ترقيته إلى مدير تصميم المنتجات، ثم إلى مدير تصميم تطبيقات فيسبوك للهواتف المحمولة في 2012.
ومن 2012 إلى 2016، أشرف موسيري على تطوير ميزة “أخر الأخبار” (News Feed)، والتي غيرت جذريًا طريقة تفاعل المستخدمين مع المحتوى. وفي عام 2015، تم تصنيفه من قبل Business Insider كأحد “أصحاب النفوذ في التكنولوجيا”.
آدم موسيري
وفي عام 2016، أصبح نائب رئيس المنتجات في فيسبوك، كما لعب دور المتحدث الرسمي في قضايا مثل الأخبار الكاذبة أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016. وقد لفتت رؤيته الاستراتيجية وقدرته على إدارة التحديات انتباه قادة فيسبوك.
وفي مايو/أيار 2018، انتقل إلى إنستغرام كنائب رئيس المنتجات، ثم عُيّن رئيسًا لإنستغرام في أكتوبر/تشرين الأول 2018، عقب استقالة المؤسسين كيفن سيستروم ومايك كريغر. ورغم أن لقبه لا يتضمن لقب “الرئيس التنفيذي” تماشيًا مع سياسة الشركة الأم “ميتا”، فإنه يشرف على جميع عمليات إنستغرام من تطوير المنتجات إلى الهندسة.
قيادة إنستغرام
كقائد لإنستغرام، أحدث موسيري تغييرات جذرية في المنصة التي تضم أكثر من مليار مستخدم. تحت قيادته، تم إطلاق ميزات مثل “القصص”، و”IGTV”، و”التسوق عبر إنستغرام”، مما أعاد تعريف طريقة التواصل والابتكار والبيع على الإنترنت. ومن أكثر خطواته جرأة كانت تجربة إخفاء عدد “الإعجابات” في 2020، وهي خطوة مستوحاة جزئيًا من مسلسل “Black Mirror”، تهدف لتقليل الضغوط الاجتماعية وتحسين الصحة النفسية. كما قاد جهودًا لمكافحة التنمر وتعزيز سلامة المستخدمين، بما في ذلك حظر محتوى إيذاء النفس بعد وفاة المراهقة البريطانية مولي راسل في 2019.
رغم الانتقادات المتعلقة بالصحة النفسية للمراهقين وتغييرات الخوارزميات، ظل موسيري ثابتًا على موقفه، مؤكدًا على الشفافية والتفاعل من خلال أدوات تحرير أصلية وبيانات تحليلية للأداء. وفي عام 2021، شهد أمام مجلس الشيوخ الأمريكي حول تأثير إنستغرام على المراهقين، مما يعكس التزامه بالمساءلة المجتمعية.
وتُقدر ثروة آدم موسيري بـ120 مليون دولار. ورغم أن راتبه الدقيق غير معلن، تُشير مصادر إلى أن متوسط دخله السنوي يبلغ حوالي 890978 دولارا، إضافة إلى المكافآت وخيارات الأسهم من شركة “ميتا”. وتعد ثروته شهادة على إسهاماته الاستراتيجية في نمو وتوسّع إنستغرام عالميًا، وخاصة في مجالات مثل التسوق عبر المنصة.
حياته
تزوج موسيري من مونيكا موسيري في 8 سبتمبر /أيلول 2013. وهي خريجة تسويق من جامعة جورج واشنطن، عملت في شراكات تقنية، وهي حاليًا مسؤولة عن تطوير الأعمال في شركة تصميم داخلي. لديهما ثلاثة أبناء. وتعيش الأسرة في سان فرانسيسكو بعد عودتها من لندن في 2023 نتيجة لتغييرات في هيكلة شركة ميتا.
ويقول موسيري إنه يتطلع إلى تطوير إنستغرام ليتماشى مع تطلعات المستخدمين المتغيرة. وفي وقت سابق من هذا العام، شارك نصائح لصناع المحتوى حول أهمية جودة المحتوى، واستخدام الأدوات الأصلية، والتفاعل مع الجمهور. وتشمل خططه المستقبلية الاستفادة من مزايا جديدة وأدوات تحليلية للحفاظ على تنافسية المنصة أمام هيمنة تيك توك.
صعود آدم موسيري إلى رئاسة إنستغرام هو قصة عن الرؤية والصمود والتأثير. بثروة تبلغ 120 مليون دولار، ومسيرة مليئة بالابتكارات، وتراث متنوع يدعم نظرته الشمولية، أعاد موسيري تعريف دور وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الحديث