هل ينهي استحداث حدائق مؤهلة تداعيات التنزه العشوائي في عجلون؟

ساعتين ago
هل ينهي استحداث حدائق مؤهلة تداعيات التنزه العشوائي في عجلون؟

وطنا اليوم:في سبيل إيجاد حلول لمشكلة التنزه العشوائي في محافظة عجلون، وما يرافقها من أضرار بيئية ومخاطر على الغابات، تسعى بلديات في المحافظة إلى استحداث حدائق مؤهلة، فيما تعتزم المناطق الحرة والتنموية إيجاد متنزه كبير ومؤهل قرب مشروع التلفريك بمنطقة الصوان التنموية، ليكون محطة مفضلة للزوار والمتنزهين.
ويرى ناشطون ومتابعون أن هذا التوجه من المناطق التنموية سيكون له أثر كبير وفاعل في الحد من التنزه العشوائي وسط الغابات، وتخفيض مخلفات التنزه، ومنع احتمال نشوب الحرائق في أعماق الغابات التي يصعب وصول فرق الإطفاء لها.
وبحسب المواطن سامي فريحات، فإن كثيرا من مناطق وقرى المحافظة ما تزال تفتقر لتلك المتنزهات، كما أن القائم منها يحتاج إلى تطوير مرافقه، وتحسين الطرق المؤدية إليها، ما يستدعي إيجاد المزيد منها، مقترحا في الوقت ذاته إيجاد المزيد من الحدائق على غرار القرية الحضرية التابعة لبلدية عجلون الكبرى، والمتنزه التابع لبلدية كفرنجة الكبرى، التي تعد من بين المشاريع الجميلة التي تعد من أهم المتنفسات للسكان والزوار في مركز المحافظة.
كما دعا فريحات، البلديات، إلى السماح للشباب المتعطل بإقامة مشاريع صغيرة، كمحال بيع القهوة والشاي والعصائر وغيرها في مواقع مخصصة في تلك الحدائق والمتنزهات.
فرص استثمارية للشباب
ومن وجهة نظر المواطن محمد القضاة، فإن إنجاز المتنزه الوطني الذي أعلنت المناطق الحرة والتنموية عن عزمها تنفيذه خلال العام الحالي بمنطقة الصوان التنموية، سيكون له بالغ الأثر في الحفاظ على نظافة المواقع السياحية، وخصوصا بالقرب من قلعة عجلون ومحطتي التلفريك، مطالبا الجهات المعنية بإيجاد فرص استثمارية للشباب المتعطل من أبناء المجتمع المحلي المحيط بالمتنزه.
ويقول الناشط محمد الفواز إن تنفيذ بلديات المحافظة متنزهات وحدائق عامة، سيسهم في خلق فرص استثمارية لأبناء المجتمع المحلي، وتجويد الخدمات المقدمة للمتنزهين من خلال إقامة أكشاك خدمية أو مرافق خاصة وتطوير الخدمات كالمرافق الصحية، الأمر الذي يعكس تقديم خدمة نموذجية متكاملة وتوفير المتطلبات كافة التي يحتاجها الزائر من دون الحاجة للدخول وسط الغابات وما يصاحبها من طرح مخلفات التنزه والتسبب بالحرائق.
وأكد الفواز أن إنشاء الحدائق والمتنزهات سيسهم في استقطاب المزيد من المتنزهين والزوار، وسينعكس إيجابا على الواقع البيئي؛ إذ سيسهل على أبناء المحافظة والمتنزهين، ويحد من الدخول وسط الغابات، ويشجعهم على المحافظة على النظافة مع إيجاد الأدوات اللازمة لجمع النفايات ومخلفات التنزه، إضافة إلى إيجاد أماكن آمنة للأطفال للعب واللهو بعيدا عن الطرقات.
من جهته، يؤكد الناشط المحامي جمال الخطاطبة، أن الحدائق والمتنزهات الكبرى ستدعم الجهود التي تقوم بها الجهات الرسمية للحد من التنزه العشوائي وسط الغابات وما يصاحبها من آثار سلبية على البيئة، وحرائق تهدد الغابات، مؤكدا أهمية تنظيم التنزه، وتحديد أماكنه بحدائق ومتنزهات مؤهلة، لتتمكن البلديات والجهات المعنية من متابعتها والحفاظ على نظافتها.
إلى ذلك، دعا الناشط البيئي المهندس خالد عنانزة إلى تخصيص مساحات مناسبة من أراضي الخزينة، لإقامة متنزهات سياحية عليها، بحيث تكون ضمن أماكن محددة وسط الغابات، وتتوافر فيها حاويات ومستوعبات، مؤكدا أن ذلك سيسهم في الحد من السياحة العشوائية في تلك المناطق ويحافظ عليها، ومحذرا كذلك من خطورة هذه المخلفات ومن تحللها طويل الأمد وآثارها المدمرة للتربة ومصادر المياه السطحية كالينابيع والأودية والسدود، ولما تشكله من بيئة جاذبة للحشرات والآفات، وتشوه المكان وتدمر البيئة، وتسبب الحرائق.
متنزه يربط القلعة مع التلفريك
بدوره، أكد رئيس مجلس إدارة المناطق الحرة والتنموية، المهندس صخر العجلوني، أن المناطق التنموية تولي اهتماما للتلفريك والثروة الحرجية في عجلون، التي تعد مقصدا سياحيا جاذبا للزوار من مختلف الجنسيات، مبينا أن المناطق التنموية بصدد إطلاق مشروع متنزه عجلون الوطني العام الحالي، الذي سيربط القلعة مع التلفريك، وسيسهم في زيادة زوار التلفريك إلى مليون زائر، إضافة إلى أن المنطقة تقدم حوالي 700 دونم سيتم فيها تنفيذ 22 مشروعا مختلفا لإطالة مدة إقامة الزائر.
ويقول رئيس بلدية عجلون الكبرى حمزة الزغول، إن حديقة القرية الحضرية يلجأ إليها كثير من سكان مدينة عجلون والمناطق القريبة للاستمتاع وأسرهم بأجواء هادئة، داعيا إلى الحفاظ على بناها التحتية ومرافقها، لضمان ديمومتها، ذلك أنها أصبحت من المعالم البارزة لإقامة الأنشطة والمناسبات.
وبين الزغول أن إنشاء القرية جاء بمكرمة ملكية سامية، العام 2011، لخدمة أهالي المحافظة، بحيث تستقبل زوارها من العائلات والوفود من الساعة 9 صباحا وحتى 10 مساء، ومن دون مقابل، على اعتبار أن هذا المرفق الحيوي والمكرمة الملكية هدية لأبناء المحافظة وزوارها، مشيرا إلى أن الحديقة تشتمل على مرافق رياضية وجلسات عائلية ومدرج لإقامة الأنشطة والاحتفالات ومكتبة ومركز لتكنولوجيا المعلومات وممرات ومواقع لألعاب الأطفال.
وأضاف، أن البلدية أنجزت مشروع الحديقة البيئية على مساحة 40 دونما بقيمة 248 ألف دينار بمنحة من البنك الدولي، وتقع ضمن حوض منطقة الشكاير ومطلة على قلعة عجلون ومدينة عنجرة، وهي تشكل متنفسا للعائلات والباحثين عن الاستجمام والاستمتاع بالطبيعة الجميلة والغابات الحرجية المتنوعة التي تشكل زهاء 90 بالمائة من مساحة الحديقة، لافتا إلى أنه روعي عند تنفيذ الحديقة الحفاظ على التنوع الحيوي فيها من خلال الحفاظ على هذه الثروة من الاعتداء وحماية المناطق المحيطة بالمتنزه، مؤكدا أن المشروع يشكل قيمة مضافة للسياحة البيئية والحد من التنزه العشوائي الذي يضر بالبيئة.
حديقة وسط مدينة عجلون
وبين الزغول أنه تم عمل سياج معدني للحفاظ على الحديقة وتزويدها بالكهرباء وتعبيد الطريق الموصل لها بخلطة ساخنة، وتضم الحديقة 25 جلسة للتنزه، ومدرجا حجريا وممرا للمشي بطول 1 كيلومتر، وتم بناء ترس خشبي مطل على مدينة عنجرة وقلعة عجلون التاريخية، ووحدات صحية ومنطقة ألعاب للأطفال وأخرى تعليمية.
وأشار إلى أنه تم إنجاز حديقة وسط مدينة عجلون بكلفة 54 ألف دينار، لتكون متنفسا لأهالي المحافظة، ونقطة مهمة على مسار حركة السياح بالمحافظة، مؤكدا أنه روعي فيها توفير ممر خاص لاستخدامات ذوي الاحتياجات الخاصة.
يذكر أن وزير البيئة الدكتور معاوية الردايدة افتتح أواخر العام الماضي، مبنى مديرية البيئة، ومتنزه صخرة البيئي في منطقة بلدية الجنيد، حيث تم تجهيز المتنزه من قبل مديرية البيئة وبدعم من مجلس المحافظة وبالتعاون مع بلدية الجنيد، ويقع على قطعة أرض مملوكة للبلدية مساحتها 8 دونمات. وتم وضع سياج معدني حول المتنزه، وتم تزويده بألعاب للأطفال ووضع مقاعد للجلوس بتصاميم مختلفة وزراعة كمية من الأشجار ووضع سلال للنفايات، وبلغت الكلفة الإجمالية 20 ألف دينار من مخصصات مجلس المحافظة.
وأكدت مديرية بيئة المحافظة أنه سيتم تزويد المتنزه بحاويات بلاستيكية وأعمدة معدنية لإنارته بالطاقة الشمسية ووضع تصاميم لوحدات تعتمد على فصل المياه الرمادية عن غيرها لري الأشجار الحرجية، وتخصيص جزء من الحديقة كمعرض دائم لأعمال إعادة التدوير وتخصيص جزء من الحديقة كمشتل تعليمي بيئي