سموتريتش محذراً جيش الاحتلال: حبة قمح واحدة لن تدخل إلى غزة

منذ دقيقة واحدة
FILE PHOTO: A Palestinian child reacts, while people gather to get their share of charity food offered by volunteers, amid food shortages, as the conflict between Israel and the Palestinian Islamist group Hamas continues, in Rafah, in the southern Gaza Strip, December 2, 2023. REUTERS/Ibraheem Abu Mustafa/File Photo

وطنا اليوم:في ضوء الكشف، اليوم الاثنين، عن أنه في حال حصول جيش الاحتلال على موافقة المستوى السياسي، فسيُستأنف السماح بإدخال المساعدات، بمعزل عن حجم القتال ونطاقه، وحتى دون ربط الأمر بإبرام صفقة تبادل أسرى، خرج وزير المالية ورئيس كتلة “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش معترضاً على ما سبق، ومهاجماً الجيش في الوقت نفسه.
“إذا كان الأمر صحيحاً، فمن المدهش أن الجيش يخاطب المستوى السياسي عبر وسائل الإعلام”، هاجم سموترتيش الجيش، في افتتاحية خطابه بمؤتمر “مسؤولي الدولة” الذي تعقده، اليوم الاثنين، صحيفة “يديعوت أحرونوت” وموقعها الإلكتروني “واينت”. وتابع منفعلاً: “لن تدخل حبة قمح واحدة إلى غزة بطريقة قد تصل إلى حماس. هذا الخطأ الذي ارتكبناه في الجزء الأوّل من الحرب”.
وحسب زعم سموتريتش، “كانت ثمة إنجازات عملياتية عسكرية جيدة جداً، غير أن الفشل تمثل في إدخالنا المساعدات الانسانية التي تصل إلى حماس، وبالتالي ساعد ذلك الأخيرة في استمرار سيطرتها على السكان المتعلقين فيها”. وادعى أن حماس تلقت مليار دولار نتاجاً للأزمة العميقة التي أدير فيها الجهد الإنساني في القطاع، وهو ما حوّل الأمر إلى مساعدات لوجستية تصل إلى حماس”.

سموتريتش: من الجيد أن الحرب اندلعت
أقوال سموتريتش ووجهت بصيحات الاستهجان فيما اندلع شغب في قاعة المؤتمر، بعدما سُئل الوزير عما إذا كان سُيطلَق سراح الأسرى الإسرائيليين أولاً، أم سيسبق ذلك هزم حماس؟ حيث ردّ: “هذا أمر لا أعرف ماهيّته ومعناه.. حماس لا تتقوض، وهي تطلب خضوعنا المطلق مقابل المختطفين، وانسحاب كامل للجيش مع بقائها هيئةً مسيطرةً صاحبة قوّة وسلاح، ما يعني بقاء التهديد. أي أن كل الدماء المقدمة قد ذهبت هدراً، وبالتالي ستكون هناك جولة أخرى. لن نسمح بذلك”.
ورد جمهور المجتجين عليه مطالباً: “أعد المختطفين”. ليجيبهم: “إنه لأمر جيّد أن الحرب قد فتحت. من المؤسف أنها اندلعت بهذه الطريقة. ولكننا نغيّر الواقع في الشرق الأوسط”، على حد تعبيره. وادعى أنه “سنعيد المختطفين إلى الديار، دون أن نخضع لحماس. أفهم جيداً أولئك الذين يعتبرون أنه ينبغي الخضوع لحماس من أجل إعادة المختطفين. أنا لست مستعداً للخضوع لحماس”.

“رونين بار مسؤول مباشر عن الفشل الفظيع”
وعلى خلفية إقالة رئيس الشاباك رونين بار والاحتجاجات المستعرة ضد حكومة نتنياهو، هاجم سموتريتش المحتجين قائلاً إن “بار يتحمل المسؤولية مباشرة عن الإخفاق في السابع من أكتوبر”، ولدى تصاعد صرخات الاستهجان، قال سموتريتش: “لماذا قد تتوحدون خلف رئيس شاباك فاشل؟ أهذه هي الشعلة التي تحتذون بها؟ انظروا إلى أنفسكم. كان عليكم الخروج في تظاهرات تطالب بإقالة رئيس الشاباك.. كان عليكم أن تدعموني عندما اعتقلت بسبب (احتجاجي) على خطة فك الارتباط. لتتحلوا بالقليل من الحكمة. رونين بار مسؤول عن الفشل الفظيع بشكل مباشر”.
وأتت أقوال سموتريتش عشية جلسة تعقدها المحكمة العليا غداً للنظر في الالتماسات المقدمة ضد إقالة رئيس الشاباك، في وقتٍ من المتوقع أن تُنظّم تظاهرات ضد الإقالة. وفي الأمس، قدّمت الحكومة الإسرائيلية ردها لـ”العليا”، بشأن الاستئنافات، مدعيةً أن بقاء بار في منصبه رئيساً للجهاز “يُعد مساساً بأمن الدولة، لا يمكن إصلاحه”.
ولفتت إلى أن “فرض استمرار بار في ولايته رئيساً للشاباك أمر غير معقول ولا يتماشى مع “الصلاحيات الممنوحة لحكومة منتخبة في دولة ديمقراطية مسؤولة عن أمن الدولة ومواطنيها”. وأضافت أن “ولاية رئيس الشاباك اُنهيت بقرار حكومي، بسبب انعدام ثقة الحكومة به. وبذلك أُغلق الباب أمام استمراره في المنصب، ويتعيّن عليه إنهاء مهامه”، داعيةً في الوقت نفسه إلى رد الالتماسات “فوراً”.

رئيس الهستدروت يهدد بالإضراب
خلال المؤتمر، تحدث رئيس اتحاد المنظمات العمالية الإسرائيلية (الهستدروت) أرونون بار ديفيد عن “الخط الأحمر”، مشيراً إلى أن منظمته قد تلجأ لتعطيل الاقتصاد إذا ما قررت الحكومة عدم الامتثال لقرار المحكمة العليا، أي لو أبطلت الأخيرة إقالة بار. والسبب كما أوضح أنه “بعد ذلك، لن تكون هناك ديمقراطية”.
بار ديفيد وصف الفترة التي تعيشها إسرائيل بـ”المجنونة”، واعتبر أنه “من جهتي، الأمور لا تُدار بطريقة صحيحة، لقد عبّرت عن ذلك خلال السنتين الأخيرتين”. وأوضح أنه “عندما يُصرّح وزراء ومسؤولون بأنهم لن يمتثلوا لأمر المحكمة العليا، فهذا بالنسبة لي خط أحمر. وهذا ليس بالنسبة لي فحسب، وإنما لهيئات أخرى ترى بذلك خطاً أحمر. وجميعنا نعرف إلى أين ستذهب الأمور (أزمة دستورية) إذا ألغت المحكمة إقالة بار ولم تستجب الحكومة للقرار”.
وتطرق رئيس الهستدروت إلى علاقته مع نتنياهو مُقِرّاً بأنه “لم تعد تلك العلاقات التي كانت في السابق”. وأوضح: “منذ الانقلاب القضائي، نتنياهو خسرني.. لقد قلت منذ مارس/ آذار الماضي إن عليه تحمّل المسؤولية وإنه تنبغي إقامة لجنة تحقيق رسمية والقيام بأمور توحد الشعب لا تبث الفرقة بينه. وهو لم يفعل ذلك، بل تسبب بأمور فظيعة لدولة إسرائيل”.
وحول إمكانية تعطيل الاقتصاد بإعلان الإضراب العام، رأى بار ديفيد أن “الإضراب لن يغير الوضع. لو كان الأمر كذلك لكنّا أضربنا. إن الإضراب هو الأداة الأخيرة التي بنبغي استخدامها وخصوصاً في منظمتي التي أعرف أن 50% من الهيئات المنضوية في إطارها لن تُعجب بذلك”.