وطنا اليوم:كان لافتاً في الإعلان عن تشكيلة الحكومة السورية الجديدة إسناد حقيبة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى هند قبوات، وهي الوزيرة الوحيدة في الحكومة.
وسبق أن اختارت الإدارة السورية الجديدة قبوات (51 عاماً)، التي تعتنق الديانة المسيحية، لعضوية اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، الذي عُقد في فبراير/ شباط الماضي.
وأعلن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، خلال مراسم في قصر الشعب الرئاسي بدمشق، مساء السبت، تشكيلة حكومة جديدة شدّد على أنها لن تسمح للفساد بالتسلل إليها.
من هي قبوات؟
قبوات حاصلة على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والقانون من جامعة دمشق، وعلى شهادة في حل النزاعات والتحكيم من جامعة تورنتو بكندا، حسب سيرة ذاتية نشرتها الرئاسة السورية.
كما حصلت على درجة ماجستير في القانون والدبلوماسية من جامعة فليتشر بالولايات المتحدة.
وشغلت منصب عضو زائر في برنامج التفاوض بكلية القانون بجامعة هارفارد الأمريكية، وساهمت في مؤسسات ومنظمات مدنية فاعلة في سوريا وخارجها.
وقبوات، وهي سورية تحمل الجنسية الكندية، قادت جهوداً عديدة في مجال الدبلوماسية العامة في السنوات الأخيرة بسوريا، للترويج للتسامح والتعاون بين الأديان والتحديث والإصلاح.
وتدير قسم حوار الأديان وحل النزاعات في معهد الأديان والدبلوماسية في جامعة جورج ميسون بولاية فيرجينيا الأمريكية.
كما عملت قبوات مستشارة وعضو في المجلس الاستشاري للبنك الدولي، وتشغل أيضاً رئاسة منظمة “تستقل” المعنية بشؤون المرأة وبناء السلام.
وترأست “جمعية النساء السوريات الكنديات” في تورنتو، إلى جانب عضويتها في مجلس إدارة منظمة “إنتربيس” المستقلة المعنية ببناء السلام ومقرها مدينة جنيف بسويسرا.
وقبوات عضو في مجلس المنتدى الاقتصادي السوري، ومنظمة المسيحيين السوريين من أجل السلام.
وكانت نائبة رئيس مكتب لجنة المفاوضات السورية في جنيف، وعضواً في اللجنة العليا للمفاوضات، وشاركت في جميع الجولات الثماني لمحادثات السلام التي جرت في جنيف بشأن سوريا.
وحصلت قبوات على جائزة من مركز “Tanenbaum” لصانعي السلام، وجائزة من جامعة جورج ميسون في مجال الدبلوماسية العامة.
بناء مجتمع متماسك
في كلمتها على هامش الإعلان عن الحكومة الجديدة، قالت قبوات إن وزارتها “تهدف إلى بناء مجتمع متماسك يعزز العدالة الاجتماعية التي افتقدناها لفترة طويلة”.
وأضافت: “سنعمل بطريقة تشاركية كوزراء ومجتمع مدني معاً، ويجب تعزيز الثقة بيننا جميعاً، وأن يكون هدفنا جميعاً نظاماً اجتماعياً عادلاً ومستداماً، يضمن التوزيع العادل للموارد”.
وخلال الإعلان عن تشكيل الحكومة، قال الشرع في كلمة: “في لحظة فارقة من تاريخ أمتنا تتطلب منّا التلاحم والوحدة، أقف أمامكم اليوم متوجهاً إلى كل فرد منكم، حاملاً آمال كل واحد منكم ونحن نشهد ميلاد مرحلة جديدة”.
وتابع: “نشهد ميلاد مرحلة جديدة في مسيرتنا الوطنية، وتشكيل حكومة جديدة اليوم هو إعلان لإرادتنا المشتركة في بناء دولة جديدة”.
وأردف: “هذه الحكومة ستسعى إلى فتح آفاق جديدة في التعليم والصحة، ولن نسمح للفساد بالتسلل إلى مؤسساتنا”.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق، بعد أيام من السيطرة على مدن أخرى، منهية 61 عاماً من حكم “حزب البعث” الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وأعلنت الإدارة السورية، في 29 يناير/ كانون الثاني 2025، الشرع رئيساً للبلاد بالمرحلة الانتقالية، وإلغاء العمل بالدستور، وحل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية ومجلس الشعب (البرلمان) و”حزب البعث”.
ووقَّع الشرع، في 13 مارس/ آذار الجاري، إعلاناً دستورياً يحدد المرحلة الانتقالية في البلاد بمدة خمس سنوات.
وفي اليوم ذاته، قالت لجنة الخبراء المكلفة بصياغة الإعلان الدستوري، في مؤتمر صحافي، إنها اعتمدت في صياغته على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
