“ملتقى النشامى” في ولاية ميشيغان الأمريكية يجعل الإفطار الرمضاني لوحة سلام أردنية استثنائية

24 مارس 2025
“ملتقى النشامى” في ولاية ميشيغان الأمريكية يجعل الإفطار الرمضاني لوحة سلام أردنية استثنائية

وطنا اليوم _بقلم المستشار محمد الملكاوي

 

كم شعرت بالفخر كسنديانة أردنية شامخة، وأنا أتصفّح صور حفل الإفطار الرمضاني الثالث الذي نظمه “ملتقى النشامى لأبناء الجالية الأردنية في ولاية ميشيغان الأمريكية”، والذي حضره بعض أبناء الجاليات العربية هناك من العراقية والسورية واليمنية والفلسطينية، وشاركهم الإفطار الرمضاني أيضاً، مسؤولون من محافظة ميشيغان أعضاء من مجلس الشيوخ، والعديد من المسؤولين الأمريكيين في ولاية ميشيغان، لهذا شعرت وأنا في عمّان وفي منطقة الشرق الأوسط التي تحتاج إلى لمسات سلام دافئة، بأن هذا الإفطار الرمضاني الأردني الإسلامي، يأتي كنافذة روحية إسلامية تُذكّرنا بالقيم الأصيلة التي تجمع البشر بمختلف خلفياتهم ومعتقداتهم ودياناتهم، رغم أن هذا العالم يسوده هذه الأيام التسارع في الحروب والأخطار والتحديات في العديد من الدول والمناطق.

 

ورأيت كأردني وعربي ومُسلم، وكرئيسٍ لوِحدِة ثقافة السلام في الشرق الأوسط أيضاً (التي تُمثل العديد من مؤسسات المُجتمع المدني)، بأن ملتقى النشامى لأبناء الجالية الأردنية في ولاية ميشيغان في الولايات المتحدة الأمريكية الذي يترأسه المهندس عماد النواصرة (رئيس جمعية التراث الأردنية الأمريكية JAHA)، يُعتبر مثالاً حيّاً لهذه القيم الأصيلة التي يفخر فيها الأردنيون في كل دول العالم، حيث شهدنا في الإفطار الرمضاني السنوي الثالث للمُلتقى لوحة استثنائية من المحبة والتواصل والتعايش، جسّدتها بساطة الإيمان في القلوب، وصدق المشاعر بين الحضور، الذين ناهزوا الـ 450 شخصاً.

 

كما رأيت في هذا الإفطار الرمضاني، بأن الطاولات الممتلئة بما لذّ وطاب من الإفطار الرمضاني لم تكن العُنصر الأبرز، بل كان العُنصر الأبرز هي تلك القلوب التي اجتمعت حول هذه الطاولات والموائد، وتحت مظلة الإسلام والإنسانية والسلام والمحبة، حيث كان المشهد مهيباً، ويحمل دلالات عميقة تتجاوز الطعام والمراسيم البروتوكولية الرمضانية، ليعكس هذا الإفطار الرمضاني جوهر التآخي الحقيقي بين أبناء الجالية الأردنية والعربية والأمريكية بحضور مسؤولين أمريكيين، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، ممن جاؤوا ليشاركوا “مُلتقى النشامى في ميشيغان” روحانية شهر رمضان المُبارك.

 

ولم يكن الحضور كما رأيت ولمست وشعرت مجرد مواطنين أردنيين تجمعهم روابط الوطن فقط، بل كانت القاعة تحتضن أمريكيين مسلمين ومسيحيين، وعرباً ومن أصول مختلفة، اجتمعوا جميعاً في هذا الإفطار الرمضاني، ليُثبتوا بأن الإيمان والسلام والمحبة، هي مصدر قوّة، للعِرق واللون واللغة، وكان المشهد يُعبّر عن الاحترام العميق والتقدير المُتبادل، وعن التعايش الصحيح الذي يُظهر الوجه الحقيقي للإسلام السمح، وللإنسانية الحقة، بعيداً عن التصنيفات الضيّقة، التي يحاول البعض إقحامنا فيها.

 

وأرى كرئيس لوِحدِة ثقافة السلام في الشرق الأوسط، بأنه في هذه المرحلة، التي تُستغلُ فيها الاختلافات أحياناً لزرع الفُرقة وغرس الفِتن بين الناس تحت أسباب ومُسمّيات كثيرة، يأتي هذا الإفطار الرمضاني في ميشيغان ليؤكد بأن القيم النبيلة لا تزال مُزدهرة، وأن المحبة والتسامح والتعايش بين البشر هو القاعدة وليس الاستثناء، لهذا كانت “صلاة التراويح” التي أقيمت بعد الإفطار الرمضاني، إلى جانب المُسابقات والأنشطة الترفيهية والتراثية، فرصة لإحياء روح الانتماء والهوية للمعتقدات الأصيلة والمبادئ الصحيحة، دون أن تكون حِكراً على أحد، بل كانت دعوة مفتوحة للجميع ليعيشوا “رسالة شهر رمضان” بكل أبعادها الروحية والاجتماعية.

 

ونحن في وِحدِة ثقافة السلام في الشرق الأوسط نؤمن بأن “مُلتقى النشامى لأبناء الجالية الأردنية في ولاية ميشيغان الأمريكية” يحمل على عاتقه منذ تأسيسه مسؤولية جمع الجالية الأردنية مع بعضها البعض، وتعزيز روابطها بجسور قوية مع المجتمعات الأمريكية والعربية، ليس فقط عبر الإفطار الرمضاني السنوي، بل من خلال أنشطة مُستمرة على مدار العام، لهذا نرى فيه أنه أكثر من مجرد تجمّع اجتماعي، بل إنه يرقى ويسمو ليكون جِسراً يربط الأردنيين والعرب في المهجر بوطنهم الأم، ويغرس فيهم روح الانتماء رغم المسافات المادية والمعنوية والزمنية والقلبية.

 

وبرأيي المتواضع كرئيس لوِحدِة ثقافة السلام في الشرق الأوسط فإن هذا الملتقى يُمثل قصة نجاح أردنية في المهجر وبلاد الاغتراب، تُحكى وتُسرد وتُقال للأجيال القادمة، لأنه يعكس كيف يمكن للهوية الأردنية والعربية أن تبقى حيّة وقوية رغم تحديات الغُربة، وكيف يُمكن للإنسان أن يكون سفيراً حقيقياً لقيمه وثقافته وعاداته وتقاليده الأصيلة أينما حلّ وارتحل.

 

هذا وقد حضر حفل الإفطار الرمضاني من الولايات المتحدة الأمريكية:

 

رشيدة طليب – عضوة الكونجرس الأمريكي.

 

إبراهيم عياش – ممثل برلمان الولاية.

 

جيرارد ميرفي – نائب الأمن الوطني بولاية ميشيغان وأوهايو.

 

ميلاني بروان – مديرة مكتب حاكمة ولاية ميشغان.

 

ليزلي هيريك – عضوة المجلس البلدي.

 

راي باشام – مفوض المقاطعة والسيناتور السابق.

 

عماد حماد – المدير التنفيذي للمجلس الأمريكي لحقوق الإنسان.

 

هاني بيرو – رجل أعمال وقائد مجتمعي.

 

أحمد رمضان – وكيل وزارة العمل السابق.

 

علي بليد أبو ضافر – المدير التنفيذي للجمعية اليمينة الأمريكية للإحسان والقائد المجتمعي.

 

 

وفي الخِتام، شكراً لـ ملتقى النشامى للجالية الأردنية في ميشيغان وجمعية التراث الأردنية الأمريكية JAHA، والمهندس عماد النواصرة رئيس الجمعية JAHA ورئيس المُلتقى، والأستاذة ندى الدلقموني، والدكتور طارق نجيب، والسيد احمد حسن، والمهندس سامي الخالدي، والدكتور شادي عازر، والمحامي أشرف العواملة، والدكتور كرم الروسان، والسيد عمر الرواجيح، والسيد بكر الرفوع، والسيد عوني الفاخوري، والسيد أحمد آدم، والسيد عيسى أبو جودة، والدكتور عبدالله الخطيب، وا

لدكتور شادي الطعاني، والسيد سعد الشخشير.