شاهد الفيديو:
وطنا اليوم – في مبادرة تهدف إلى تعزير الممارسات الإيجابية التي تعكس قيم المجتمع الأردني وعشائره والإشادة بها، قام عدد من وجهاء محافظة الكرك بصحبة الوزير الأسبق نضال البطاينة بزيارة إلى منزل غازي الحباشنة في قرية راكين بمحافظة الكرك، لتقديم واجب العزاء بوفاة ابنه عودة الله ذو ال٢٢ ربيعاً، والذي توفاه الله نتيجة حادث سير مؤسف، والذي تداولته وسائل التواصل الإجتماعي داخل الأردن وخارجه من إصرار والد المتوفي غازي الحباشنة “أبو يزن” على إخراج السيدة المتسببة بالحادث من السجن قبل إجراءات الدفن قائلاً جملتيه الشهيرتين “أنا عوضي من رب العالمين” ” و بنت الكرك ما تبات بالمخفر “وهمّ مسرعاً للمركز الأمني قبل دفن ولده ليقول للمتسببة بالحادث الأليم “روحي على ولادكي عمو، أنا أبوكي”، مسطراً بذلك موقف يحمل الكثير الشهامة والرجولة والصبر، واكد الصورة النمطية عن الأردني الشهم الأصيل الصابر المُحتسب، معززاً بذلك معنى التآخي والتراحم والعفو عند المقدرة، انطلاقاً من نهج الإسلام الحنيف وما تربينا عليه كأردنيين.
وتناولت وسائل التواصل الاجتماعي داخل الأردن وخارجه هذا الموقف النبيل، الذي يعبر عن جوهر الأردنيين جميعاً.
وقال البطاينة خلال القيام بواجب العزاء إنه كغيره من الأردنيين أثّرت به هذه القصة التي شاهدها على وسائل التواصل الاجتماعي وبعثت في نفسه الإكبار والإجلال ل” أبو يزن ” الذي ضرب مثلاً في الإيمان بالقضاء والقدر والتوكل على الله والصفح وإكرام المرأة وأضاف أن هذا الموقف ليس بغريب على الأردني وعلى أبناء العشائر الأردنية وعلى أبناء الكرك، كما أشاد بموقف آخر رآه خلال الزيارة وهو استقبال والد وزوج السيدة المتسببة بالحادث للضيوف -جنباً إلى جنب- مع والد المتوفى، وأضاف أننا بحاجة لأن نضرب هذه الأمثال وأن نشيد بمثل هذه القدوة الحسنة وهذا يدل على متانة جبهتنا الداخلية وخاصة في هذا الوقت الذي نحتاج فيه لتعزيز قوة ومنعة الجبهة الداخلية.
وتحدّث رئيس بلدية القصر الشيخ منير المجالي والذي رافق البطاينة في الزيارة حيث رَوى ما شاهده وسمعه من غازي الحباشنة في المركز الأمني وقبل توجه الجاهة برئاسته مشيداً بموقف الحباشنة وشهامته ورجولته.
من جانبه أشاد رئيس مجلس محافظة الكرك الدكتور عبد الله العبادلة بموقف غازي الحباشنة وقال أن الحباشنة كان سيفعل ذات الموقف بغض النظر عن المتسببة أكانت من الكرك أو غيرها من بنات هذا الوطن الطيب.
من جهته قال الشيخ مطلق الحجايا أن موقف أبو يزن العظيم جمع بين الايمان بالقدر وكظم الغيظ والتسامح وإكرام المرأة، وبذلك رسالة لجميع الجهات القائمة على حقوق المرأة بأن هذا الموقف يعكس مكانة المرأة في الدين الإسلامي من جهة وفي المجتمع الأردني من جهة أخرى.
وقام البطاينة بإهداء غازي الحباشنة القرآن الكريم بموقفه الذي يطبق ما جاء به الدين الإسلامي الحنيف وخاصة في هذا الشهر الفضيل، كما أهداه درع يجسد الصقر لموقفه الرجولي والشجاع، وألبسه “عباءة” لموقفه الذي ينسجم مع العادات والتقاليد للعشائر الأردنية.
هذا وقد شارك بالزيارة إلى جانب البطاينة والمجالي والحجايا والعبادلة كل من الشيخ سلمان الضمور والمحامي سلمان العبيسات ويونس الطراونة وبسام الجعافرة وعمر الحباشنة وسامي الحباشنة.