لعلكم تتقون

20 مارس 2025
لعلكم تتقون

د. عادل يعقوب الشمايله

ملايين العائلات ترسل ابنائها وبناتها للمدارس والجامعات وتتحمل في سبيل ذلك نفقات كبيرة وتتراكم عليها الديون،
“لعل ابنائهم وبناتهم يتعلمون”
ملايين المرضى يقصدون الاطباء والمستشفيات ويتكبدون نفقات باهظة بعضها ديون “لعلهم يشفون”.
ملايين المسلمين يصومون كل عام. يتحملون الجوع والعطش وصعوبة الامتناع عن التدخين، ومخاطر تدهور اوضاعهم الصحية بالنسبة للمرضى والمسنين والاطفال. كل ذلك طمعا في رضى الله ومغفرته لذنوبهم ومكافأتهم بالجنة. الا أنهم لا يولون بالاهتمام الكافي الشرط الذي وضعه الله لحصول المغفرة والمكافأة بالجنة:
يقول الله في القرآن: “كُتِبَ عليكم الصيام…. لعلكم تتقون”. “لعلكم تتقون”
لعلكم تتقون.
واقعُ الحال يُظهرُ ان كلمة “لعل” لا تتحقق.
ملايين ممن يُرسلونَ الى المدارس والجامعات لعلهم يتعلمون “لا يتعلمون”. أي يظلون شبه أُميين. مضيعين اوقاتهم، واموال اسرهم، وفرص عمل أرقى كانوا سيحصلون عليها، ومستوى حياة اعلى وأفضل.
ملايين المرضى لا يشفون. وبذلك يخسرون صحتهم واموالهم التي انفقوها اجور اطباء وثمن ادوية وللمستشفيات وتقصر اعمارهم. واهم الاسباب أنهم لا يتقيدون بأوامر الاطباء.

معظم ملايين المسلمين الذين يصومون كل عام ويُعانون من الجوع والعطش في النهار وتزداد مصاريف أسرهم خلال شهر رمضان وربما يغطونها بالديون نتيجة الافراط الشديد في حب وتناول الطعام والحلويات مما يتسبب في تدهور الحالة الصحية للكثيرين.
ولكن صيامهم يتسبب في ارتفاع مستوى الغضب والعصبية فينعكس ذلك على افراد اسرهم وجيرانهم وزبائنهم وللمراجعين للدوائر الحكومية والشركات.
ويترتب على ارتفاع معدل حركتهم للتبضع والزيارات والسهرات الى الازدحامات المرورية والحوادث بعضها قاتل. كذلك الازدحامات على المخابز ومحلات بيع الخضروات واللحوم والحلويات. الامر الذي يؤدي الى المشاجرات وربما ارتكاب جرائم، إضافة لرفع الاسعار. صيام الملايين من المسلمين عمليا ليس “الا تغيير لمواعيد تناول الطعام”.
يصبحُ الصيامُ مبررا وعذرا للتكاسل في العمل وقلة الانتاجية مما يضر اصحاب العمل بينما يتقاضون كامل اجورهم، وهذا ليس عدلا وإنما غمطاً لحقوق اصحاب العمل.
هذا يعني أن الهدف من الصيام كما بينه القرآن بوضوح بالغ “لعلكم تتقون”. لم يتحقق . أي لا ثواب ولا اجر ولا مغفرة من الله بل غضبٌ منهُ على ما ارتكبوه من اضرار لغيرهم، وعقوبات دنيوية عن المشاجرات والحوادث والاضرار الصحية.
تذكروا كلمة لعل. لعلكم تتقون