الدكتور احمد الرقيبات يكتب.. الحروب العالمية ومصير البشرية

منذ ساعة واحدة
الدكتور احمد الرقيبات يكتب.. الحروب العالمية ومصير البشرية

وطنا اليوم_كتب : النائب السابق المفكر العربي الاسلامي د . احمد الرقيبات

ان تاريخ الحروب العالمية يؤكد ان معظم قادة دول العالم عبارة عن ادوات تنفيذية في تلك الحروب ومن خطط وما زال يخطط لها هي قوة يقال انها خفية لا تظهر في الحروب ولكنها تُعرف من نتائِجها وهناك من يعتقد ان الحركتان الماسونية والصهيونية وما ينبثق عنهما من شخصيات اعتبارية اخرى على الساحة الدولية هم من يقفون وراء حدوث الازمات الداخلية واندلاع الحروب الاقليمية والعالمية لكنني اعتقد جازماً ان الحقيقة قد تكون ليست هكذا وان هذه المنظمات وما شابهها هي عبارة عن ادوات مساعدة تستخدم في تلك الحروب وشماعات تعلق عليها اوساخ من يقفوا خلفها ممن لهم اطماع ومصالح حول العالم وبالتأكيد لهم مصلحة في انشاء تلك الادوات لالهاء شعوب العالم وتركها منغمسة في البحث عن المجهول.

ان من يخطط للازمات السياسية والاقتصادية والحروب الاقليمية والعالمية يكون على ثقة تامة في معرفة اسبابها والقوى التي ستنفذها والجهات التي ستشارك فيها والاهداف المرجوة منها والنتائج التي حددتها مسبقاً قبل حدوث تلك الحروب والسؤال الذي اطرحه على الجميع لنستنتج معاً صحة كل ما اسلفت. هل مقتل ولي عهد النمسا في الحرب العالمية الاولى وغزو المانيا لبولندا في الحرب العالمية الثانية توجب اندلاع تلك الحروب العالمية ؟ الجواب طبعاً لا، ولكن اذا ابحرنا باحثين في اهدافها ونتائجها سنصل الى معرفة من وقف وراء اندلاعها.

لقد كان هدف الحرب العالمية الاولى ، مساندة النمسا في ردة فعلها بسبب مقتل ولي عهدها في صربيا لكن نتيجة تلك الحرب تقول غير ذلك فقد نتج عنها سقوط الامبراطوريتين الالمانية والنمساوية المجرية والدولة العثمانية والمملكة البلغارية وقيام الثورة البلشفية التي اسقطت القيصرية الروسية وانشاء دويلات على انقاض الاطراف الخاسرة تكون خاضعة بشكل مباشر او غير مباشر للاطراف المنتصرة كما تم ارغام الاطراف الخاسرة المستهدفة على توقيع اتفاقيات غير عادلة بحق شعوبها.

كما نتج عنها صدور وعد بلفور المشؤوم الظالم بحق الشعب العربي الفلسطيني وكذلك نتج عنها تأسيس الاتحاد السوفييتي الذي اضطر على دخول الحرب العالمية الثانية التي كان هدفها مساندة بولندا ضد المانيا ولكن النتائج باتت تختلف كلياً عن الهدف المعلن فقد تم تدمير المانيا وتقسيمها الى دولتين وتفتيت معظم باقي دول اوروبا والسيطرة عليها كما نتج عنها اشهار الولايات المتحدة الامريكية وربط عملات دول العالم بعملتها بدلاً من ربطها بالذهب كما تم الاعتراف بدولة اسرائيل الغاصبة التي اقيمت على ارض فلسطين وكذلك تم تدمير اليابان وارغام الدول الخاسرة على توقيع اتفاقيات مجحفة بحق شعوبها وفرض التعويضات عليها لمن شارك مع الاطراف المنتصرة وبعد مرور عشرون عاماً على إبرام تلك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية عادت الازمات الاقتصادية والسياسية والحروب الاقليمية تعصف من جديد اعتباراً من غزو امريكا لفيتنام عام 1955 واستمرار تفاقم تلك الازمات والحروب الاقليمية حتى يومنا هذا اضافة الى انتشار الامراض والاوبئة التي ادت جميعها الى ظهور تغيرات سلبية في تعامل القوى العظمى مع باقي دول العالم وانعكس ذلك سلباً على سلوك رجالات الدولة في مجتمعاتها كما انعكس على عادات وتقاليد شعوبها، مما ادى الى تشويه القوانين والتشريعات في معظم دول العالم وباتت تلك الدول تقبل الاملاءات الامبريالية الرامية للهيمنة القسرية على الدول المناهضة لسياساتها، مما ادى الى الحاق الضرر في مصالح الدول والشعوب حول العالم وقد بات هذا النهج واضحاً بعد طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر 2023 ، حيث بدأ رأس الهرم الامبريالي “امريكا” تفرض على معظم دول العالم اموراً لا يتحملها العقل البشري واذا استمر هذا النهج سيؤدي حتماً الى اندلاع حرباً عالمية ثالثة غير تقليدية يحكم نتائجها التقدم التكنولوجي لا العوامل التقليدية التي استخدمت في الحروب العالمية السابقة. لذا يتوجب على امريكا تغيير سياساتها واساليب تعاملها مع باقي دول العالم وبذل قصارى جهدها لتحقيق السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الاوسط وفي شرق اوكرانيا وعليها ان تساهم قبل فوات الاوان خلال المدة المتبقية من عام 2025 في حل جميع الصراعات حول العالم وان لم تفعل ذلك لن تنعم اي دولة في العالم بالامن والاستقرار مهما بلغت قوتها العسكرية وامكانياتها الاقتصادية وتحالفاتها الدولية وخبراتها السياسية.

ان من يصنع الازمات ويخلق الفتن ويشعل الحروب وينشر الاوبئة هي الامبريالية العالمية التي يقودها اثرياء العالم الطامعين في نهب ثروات الشعوب والدول من خلال التحكم في سياساتها وقياداتها ضاربين بكل القرارات الدولية عُرض الحائط ومعتمدين على القاعدة الصهيونية التي تقول ” من يملك المال يحكم القرار ” رغم ان ما تملكه الدول العربية والاسلامية مجتمعة يفوق امكانيات القوى الامبريالية ولكن في غياب وحدة الفكر السياسي والتكامل الاقتصادي ستبقى تلك الدول وظيفية تخدم مصالح الامبريالية والصهيونية حول العالم لا مصالح شعوبها الغارقةُ في بحر الفقر والبطالة ينتظرون الرحمة من رب العزة دون سعي وجهد واجتهاد وتعاون وتكامل منهم.

والله على ما اقول شهيد