رسالة مفتوحة إلى الملك الإنسان حفظه الله ورعاه

منذ 59 ثانية
رسالة مفتوحة إلى الملك الإنسان حفظه الله ورعاه

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

سيدي ومولاي المعظم أخاطبك ونحن في أيام فضيلة ومباركة من شهر رمضان المبارك لأقول لجلالتكم وللأسرة الهاشمية والأردنية كل عام وأنتم بألف خير وصحة وعافية، وأيضاً لأخاطبك من القلب للقلب عن التربية والتعليم لأنها رأسمالنا الفكري مولانا المعظم.
ترددت في الكتابة عن التربية والتعليم بعد حادثة الطفل محمد الحميدي الذي فجع كل الأردنيين بمصابه ولعدة أسباب ليس أهمها أنني قانوني، أو أن مسؤولي التربية يحاربون كل من ينقدهم، بل ويحولونه إلى القضاء كما حدث مع الخبير والقامة التربوية الدكتور ذوقان عبيدات وتدخل دولة الدكتور جعفر حسان الذي حاز على ثقة جلالتكم وثقة مجلس النواب وثقة الأردنيين وأنا واحداً منهم ..!.
نعم لا أستغرب هذا السلوك، فالشخصية الأردنية يا سيدي ومولاي ترفض النقد، حتى لو كانت قوية، فما بالك يا سيدي ومولاي بمسؤوليين قليلي الصلة بمهامهم ..! لكن زال هذا التردد بعد الحادثة الأليمة لحرق الطفل الحميدي شافاه الله وعافاه، وشعرت بواجبي الوطني والأخلاقي والإنساني والمهني والقانوني أن أكتب لك يا سيدي ومولاي ..!.
سألت تربويين لفحص معلوماتي والتأكد من صحتها، وعدم كتابة ما هو غير دقيق ولذلك قررت التعبير عن رأيي كمواطن أردني وجندي في هذا الوطن حتى الكفن :
ما يحدث في وزارة التربية والتعليم منذ سنتين يشير إلى تراجعات واسعة في المجالات التالية :
المجال الأول : فرض ثقافة الصمت، والخوف، على العاملين في الوزارة، وإسكات أصوات المعارضين، بالتعاون مع كبار المسؤولين، حتى صارت إدارات التعليم رهناً لموقف الأمين العام مع كل الأحترام والتقدير له من حيث القرب والبعد، فالتقاعدات أقرب للكيدية، والأمتيازات للأحباب من المؤلفة قلوبهم.
المجال الثاني : منع الإعلام عن التواصل مع الشخصيات التربوية والخبراء التربويين، حتى بات المجتمع الأردني والإعلامي لا يعرف أي مسؤول في الوزارة عدا أمينها العام الفني ..!!.
المجال الثالث : تحويل الوزارة إلى وزارة المنع، فكل مشكلة تربوية كانت تحل بالمنع، فطلبة التوجيهي مثلًا، يفضلون الدراسة في منازلهم أو في المراكز ومن خلال الدوسيات المنتشرة في المكتبات ايضا، فالمدرسة لم تعد بنظرهم تقدم فائدة، فبدلاً من أن تحل الوزارة مشكلة ضعف التدريس، منعت الطلبة من الغياب تحت طائلة حرمانهم من تقديم التوجيهي، فتحولت المدرسة إلى مكان غير ذي فائدة للطلبة.
المجال الرابع : المناهج والتي لم ننجح في إستثمار الفرصة المتاحة بتشكيل مركز وطني للمناهج بعيداً عن ثقافة وزارة التربية، حيث تحول المركز إلى إحدى مدارس الوزارة، فمدير المركز وجميع الفنيين فيه من وزارة آلتربية ومن حاملي ثقافتها، وحتى أن جميع الكتب تقر من وزارة التربية ..! وهكذا أعاد وزير التربية والتعليم (إحتلال) المناهج وإعادتها إلى بيت الطاعة.
المجال الخامس : التوجيهي المؤلم والمجهول المصير، فالوزارة منذ جاء وزيرها تحولت إلى وزارة توجيهي ..! ونسي معاليه مع كل الأحترام والتقدير له مهام الوزارة الأخرى ..!
إذا كان هذا هو الوضع، فلا تستغرب يا سيدي ومولاي أن لغة المدرسة صارت عن الكاز والحرق والقداحة واخيراً مكنسة الآذن ..!.
هذه أفضال السياسة التربوية التي طبّقها معالي الوزير الذي تكاثرت على يديه مشكلات الفيضانات والحروق ولا زالت فاجعة البحر الميت والشهداء من أبنائنا ماثلة أمامنا.
سيدي ومولاي جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه لم يعد الصمت فضيلة، ولم يعد السكوت من ذهب ..! هناك مساءلة يجب أن تجري لقيادات التربية ..! وهناك مسؤوليات أقلها إستقالة المسؤولين و / أو إقالتهم.
الأردن يا سيدي ومولاي يستحق قيادة تربوية مختصة تعرف ما ينبغي عمله، والحلول تربوية، أن حبس الطلبة الذين أرتكبوا جريمة حرق الطالب محمد الحميدي شافاه الله وعافاه ليس حلاً فهم ضحايا نظام تعليمي لم يحمهم .