وطنا اليوم:القت د. رلى الحروب كلمة حذرت فيها الأمة من التخلي عن نصرة غزة، فهي بوابة فلسطين وآخر معاقل المقاومة فيها، مذكرة بأن آخر معاقلنا في الأندلس حين سقط لم نعد اليه أبدا ، ومحذرة بعض قيادات الامة من ان تخليهم عن المقاومة ومعاونتهم اعداءها عليها سيؤدي بنا إلى ان نبكي بكاء النساء على ملك لم نحافظ عليه كالرجال.
جاء ذلك في كلمة لها ألقتها نيابة عن الملتقي الوطني لدعم المقاومة اليوم الجمعة بعد صلاة الظهر في مهرجان “وانتصرت غزة” من امام المسجد الحسيني في وسط البلد.
وفيما يلي نص الكلمة:
كي لا تبكوا بكاء النساء….انصروا غزة
كلمة د. رلى الفرا ( الحروب)
في مهرجان انتصار غزة، الجمعة 17/1/2025
بسم الله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده
نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده
جاءك الفرج يا غزة..
انتصرت يا أميرتنا السمراء
يا حبيبة الشهداء
يا عروس الأرض وأنشودة السماء
انتصرت على مغول العصر وجحافل الكفر
انتصرت على الدبابات والطائرات والزنانات
انتصرت على 90 الف طن من القنابل الذكية والغبية
انتصرت على اميركا واسرائيل وحلف الناتو وقمة طوكيو ومجموعة الـ G7 بغواصاتهم وحاملات طائراتهم وذخائرهم ومرتزقتهم ومستشاريهم
انتصرت على النار والجوع والبرد، وخرجت كالعنقاء، كطائر الفينيق
عظيمة خالدة عصية على الترويض
عصية على الإخضاع
عصية على الهزيمة
وكما حفرت الأنفاق في مواجهة حصار الأسكندر الأكبر
فها أنت اليوم تحفرين الأنفاق في مواجهة حصار بني صهيون
لو كان أولئك القتلة يعرفون….
لفهموا أن الغزيين حين يحاصرون
يحفرون في الرمل أنفاقا ويقاتلون…
تحت الأرض وفوق الأرض
ويأتون عدوهم ولا يستسلمون
ها أنت يا غزة شاهد على جريمة العصر
ها أنت يا غزة دليل حي على سقوط الضمير
وضياع الإنسانية والقيم والقوانين
ولكنك يا درة المدن
يقتل أطفالك فلا تجزعين
ويحرق فتيانك فلا تصرخين
وتهدم البيوت والمستشفيات
وتغتصب المساجد والكنائس والطرقات
ويمنع الماء وتقطع الكهرباء
ولكنك أبدا لا ترفعين بيض الرايات
ويعتقل الأطباء والممرضون ويعذبون
ويقتل الصحافيون
ولكنك أنت أنت فوق العذابات تنتصرين
مرة أخرى تنتصرين
وتهزمين
كل الغزاة
وتدحرين
جيوش الطغاة
ولكن انتصارك يا غزة هذه المرة ليس كأي انتصار
انتصارك يا غزة يعني وقف دوران العجلة
للمشروع الصهيوني التوسعي
ويعني وقف قطار التطبيع…
ويعني اسقاط مشاريع الهيمنة
فإن كنت يا غزة
أوقفت مشروع المحتل ببضعة الاف من المقاتلين
يرتدون الصنادل
ويقاتلون بسلاح خفيف
صنعوه ببقايا المواسير وركام الحروب
تحاصرهم الزنانات والطنانات
وأجهزة التجسس الالكترونية
وعشرات الاقمار الصناعية
فكيف لهذا المشروع ان ينجح أمام أمة من 400 مليون؟
غزة يا غزة
غزة يا أرض العزة
يا مدينة عمرها أكثر من اربعة الاف عام
أنت أقدم من أعدائك مجتمعين
أنت عاصمة الدنيا والدين
أنت أنت من أثبت أن بني صهيون
ينتصرون حين يقتلون
ويهزمون حين يقاتلون
سيسجل التاريخ يا غزة
يا غزة الكنعانيين وغزة الفلسطينيين
يا من قاومت الهكسوس والفراعنة والاغريق والرومان
يا أقدم مدن العالم وسيدة الأزمان
سيسجل التاريخ يا غزة
أن 7 اكتوبر بداية انحدار واندحار المشروع الصهيوني
سيسجل التاريخ ان فئة قليلة هزمت فئة كثيرة باذن الله
سيسجل التاريخ أن كل محاولات عزلك عن الضفة الغربية
وعن باقي شعب فلسطين قد سقطت
رغم مشاريع نتنياهو وعمى عباس
سيسجل التاريخ أن بني صهيون قد قتلوا وجرحوا وحرقوا وشوهوا مائتي ألف طفل وامرأة وشيخ وشاب ورجل رضعوا العزة من ترابك الطاهر
ولكنهم وبعد عقدين من الحصار والفتنة والعزلة
لم ينجحوا في سلخك من المعادلة الفلسطينية
وكنت أنت يا غزة من هب لنصرة القدس والأقصى
كنت أنت يا غزة من نظم مسيرات العودة
كنت أنت يا غزة من هزم المشروع الاحلالي العنصري
كنت أنت يا غزة من عرى إسرائيل
وكشف عورات شعوب وزعامات
وأسقط ورقة التوت عن نظام دولي فاسد واحتكاري
كنت انت يا غزة من ميز الغث من السمين
وها أنت تعودين
لتكوني مركز الصراع على أرض فلسطين
لا حلول دون غزة
ولا اتفاقات دون غزة
غزة والقدس هما العنوان
ولن ينجح نتنياهو ولا سموتريتش ولا بن غفير
في القفز عن هذا العنوان
غزة يا غزة
أفشلت خطة الجنرالات
وطردت جيش العدو ومستوطنيه
لن يستوطنوا غزة ولن يصلوا الى ثروات بحر غزة
وسيغادر المارون بين الكلمات العابرة
سيخرجون من ارضنا ..من برنا ..من بحرنا
من قمحنا ..من ملحنا ..من جرحنا
وسيغادرون كل مفردات الذاكرة
ليس مقبولا بعد اليوم
بعد مائتي الف شهيد وجريح ومعاق ومفقود ومقطع الأوصال
أن يرفرف اي علم إسرائيلي في عاصمة اي دولة عربية أو إسلامية
ليس مقبولا بعد اليوم
ان يستقبل نتنياهو وجنرالاته من مجرمي الحرب أعداء البشر
في أي عاصمة عربية أو إسلامية
ليس مقبولا بعد اليوم
ان يدوم الفراق بين البطين والبطين
فقلب فلسطين لا بد أن يلتئم
ولا بد لكل فلسطين أن تلتحم
ولا بد لهذا الانقسام ان ينتهي
نريد انتخابات حرة ونزيهة في عموم فلسطين
نريد ان يقول الشعب الفلسطيني كلمته
هل هو مع المقاومة
ام مع المفاوضات الأبدية؟
نعم ..هناك فرق في موازين القوة
نعم..قال البعض ان ما قامت به غزة انتحار
ولكن إسرائيل بجبروتها لم تنتصر
لم تحقق اهدافها
لم تطلق سراح أسراها بالقوة
لم تنجح في اعادة احتلال القطاع او حتى شمال القطاع
لم تنجح في تهجير الغزيين
لم تكتشف انفاق المقاومة
ولم تقتلع المقاومة من غزة ولا من سيناريو اليوم التالي
أنفقت مئات الملايين على قواعد بنتها في الشمال وستضطر الى تفكيكها
وحين لا ينتصر القوي فإنه مهزوم
فصائل المقاومة لم تنهزم
واهلنا في القطاع نزحوا نعم، ولكنهم لم يهجروا
والمقاومة جندت من غزة أضعاف من فقدت من مقاتلين
في معركة القادسية فقدنا أكثر من ربع الجيش ولكننا انتصرنا
وهذه قادسيتنا…هذه يرموكنا…هذه عين جالوت
والمقاومة لن تغادر منكسة الرايات وستبقى فكرة لا تموت
والاسرى في سجون بني صهيون سيخرجون
سيبدأ الإعمار وتعود غزة بحلة أبهى من حلتها القديمة
وستضحي خيام النزوح أثواباً للعرس وان كره الظالمون
شكرا لصمودكم أيها الغزيون الجبابرة
شكرا لأنكم لم ترفعوا الراية البيضاء كما أراد عدوكم
شكرا لأنكم لم تفترسوا بعضكم في الشح ولم تنبذوا من دافع عنكم وأنتم تذوقون العذاب بالوانه عقابا لكم على ارادة المقاومة
شكرا لأنكم أظهرتم اعلى درجات التراحم والتماسك والتكافل فلم تسرقوا ولم تعتدوا بل عملتم بايديكم العارية لإزالة أطنان الركام وانقاذ من فيه رمق وانتشال من تقطعت أوصاله ومن سلبه عدو عنصري بغيض حقه في الحلم وفي الحياة
شكرا لفصائل المقاومة التي واصلت القتال بإيمان قل نظيره وبعزم وحسن تخطيط وعبقرية في التنفيذ وبما تيسر وحتى الرمق الأخير
شكراً لكل من انضم للقتال دفاعا عن ارضه وأهله ولم يكو المغول وعيه ولم يكسروا ارادته بل أمدّوه بمداد لا ينضب سيدفعون ثمنه ولو بعد حين ان لم يتوبوا ويعودوا إلى الحق ويعترفوا بأن هذه الارض لشعب سكنها منذ الاف السنين ولن يتمكنوا هم او غيرهم من اقتلاعهم منها مهما صبوا عليه من عذابات وويلات
وفوق كل شيء وقبل كل شيء شكرا لكل من ساند غزة…شكرا للأردن لأنه تمسك بالثوابت ودافع عن غزة في كل المنابر ولم يبخل بالإغاثة وقدم ما يستطيع رغم محدودية الخيارات والهوامش
شكرا للبنان والعراق واليمن وشكرا لمحور المقاومة صغيره وكبيره بعيده وقريبه
شكرا لحزب الله وأنصار الله
شكرا لجبهات الاسناد ولكل قوى المقاومة ومن يدعمها ويمولها
شكرا لكم يا من ضحيتم بأغلى ما تملكون
شكرا لابطال جنين ونابلس ومخيمات الضفة الغربية
وشكرا لشعوب العالم الحر التي رأت الحقيقة رغم حروب التضليل ووقفت إلى جانب الحق رغم سطوة الباطل
وكما كانت غزة طيلة تاريخها مركز الحروب الكبرى في الإقليم
فإنها كانت أيضا مركز أمنه وازدهاره
فلا أمن دون غزة
ولا سلم دون غزة
ولا ازدهار دون غزة
الى بعض قيادات هذه الأمة
تركتم غزة في محنتها….وهي آخر معاقل المقاومة في فلسطين
تذكروا
أن غزة كانت دوما معقل الوطنية الفلسطينية ومعقل القومية العربية
احتضنت المقاومة منذ عام 1936، وفي عام 56 و67 حين ظنت اسرائيل انها قصمت ظهر المقاومة في غزة، فاجأتها غزة بالانتفاضة الأولى التي انطلقت من مخيم جباليا ومنه الى عموم غزة ثم الضفة الغربية
وتذكروا
أن الجنرال البريطاني اللنبي حين دخل غزة بعدما دمرها في 9 / 11/ 1917
في ذلك اليوم بالذات أعلنت حكومته عن وعد بلفور…
إلى من لا يقرأون التاريخ ولا يفهمون معانيه
غزة هي بوابة فلسطين
حين تنكسر غزة تحتل فلسطين
وحين تنتصر غزة تتحرر فلسطين
تذكروا
أن آخر معقل للأمة في الأندلس
حين سقط
لم نعد اليه ابدا
راجعوا أنفسكم، وانصروا غزة، فمعركتها لم تنته بل بدأت الآن
لا نريد لمغول العصر أن يحصلوا بالسلم على ما لم يحصلوا عليه بالحرب
لا تسمحوا لهم بكسر ظهر المقاومة ولا تعاونوهم في التجسس عليها
لا تسمحوا لهم بمواصلة الحصار
لا تسمحوا لهم برهن إعادة الإعمار بخروج المقاومة واخضاع اهل غزة
كي لا تبكوا بكاء النساء على ملك لم تحافظوا عليه كالرجال
انتصرت غزة وليخسأ الخاسئون