كتب زهدي جانبيك
الانسان الاردني بسيط، متسامح، مثابر، يسعى الى تطوير نفسه …
ولكن صفته الطاغية انه طموح حسود … كلنا نريد أن نصبح رؤساء وزارات، وزراء، مدراء، مستشارين، قادة، طيارين، مهندسين، ومحامين، واطباء، بغض النظر عن مؤهلاتنا وخبراتنا…نريد ان نصل لأعلى المناصب…
كلنا غير راضين عن وضعنا، ليس لسوء فينا، ولكن لسوء ادارة فيكم… لأنكم تعينون في الوظائف من تشاؤون وكيف تشاؤون ومتى ما تشاؤون، دون النظر الى مؤهلات ، او خبرات، او قدرات، او تخصص، أو أعمار… لا شيء يردكم ولا شيء يوقفكم… لذلك لن تجد اردنيا واحدا لا يقول لك: لو كان عندي ظهر يسندني لكان وضعي غير. …
ولنا الحق ان نقول ذلك، فالواسطة والمحسوبية حطمت امال كل طامح وقضت على كل شغوف… وبدل ان يركز المجتمع جهوده على تطوير ذاته ورفع مؤهلاته ، اصبح يسعى الى تطوير معارفه ورفع عدد ومستوى الولائم والمدعوين ، لتعزيز نسبة فيتامين واو (وهذا اسم الواسطة في الفقه الاردني) في دمه.
دولتك، كنت قد بدأت تكسب ثقة شعبية، ولكن حريقا مفتعلا أدى إلى استشهاد سبعة من المسنين، دونما اعتذار او اعتراف بمسؤولية سياسية او أخلاقية من الوزيرة، او اجراء سياسي من دولتك يشعر من خلاله الشعب انك تقف في صف الشعب… تلا ذلك قصة وزارة الزراعة ثم جاءت قصة تقرير ديوان المحاسبة، ليختمها وزير الاستثمار بعذر أقبح من ذنب … فعلا عذر اقبح من ذنب… كل هذه القصص وغيرها بدأت تقضم بما استفدته من ثقة … وتآكلت كل جهودك الميدانية هنا … واصبحت رئيس وزراء عاديا بعد ان ظنوك…متميزا.
هكذا يفقد رؤساء الوزارات ثقة الشعب بهم وبحكوماتهم…
دولتك ، نيابة عن الشعب الاردني (ولا يحق لي ان انوب عن أحد منهم)، اتحداك ان تضع اعلانا عاما لوظيفة مدير وحدة الشراكة بين القطاع العام والخاص متاحا لاطلاع الجميع، وحدد فيه (المهارات التقنية والإدارية الاستثنائية والكفاءات على رأي الوزير) المطلوبة بشاغل هذه الوظيفة، حدد معايير الاختيار بوضوح وحدد الراتب بمقدار 2000 دينار … واذا لم يتقدم لهذه الوظيفة اكثر من 2000 شخص يحملون خبرات ومؤهلات ومهارات وقدرات مطابقة للمعايير المطلوبة وافضل من التي حصلت عليها…
الشعب يا دولتك ليس غاضبا لان حمزة تم تعيينه براتب اربع الاف دينار، بل اننا نتمنى له الخير كله، …
ولا يحسدونه على ال 4000 دينار، … الشباب يحسدونه لأنه وجد وظيفة لا علاقة لها بمؤهله الدراسي…
ما علاقة ماجستير هندسة بوحدة التنسيق بين القطاع العام والخاص؟؟؟؟؟ جرب ان ترجع الى كرت الوصف الوظيفي لهذه الوظيفة، وإذا كان المؤهل العلمي المطلوب لشاغلها تخصص هندسة ساتوقف عن كتابة اي شيء واهاجر من الاردن…
الشعب يا دولتك مملوء غضبا وحسدا لأنك لم تعاملنا سواسية كأسنان المشط ولم تمنحنا الفرصة نفسها لنتنافس وتختارون منا الافضل والاكفأ والانسب … وسيقبل من تختارونه لهذه الوظيفة بعدالة وشفافية ومساواة ان يعمل بهذه الوظيفة وهو شاكر حامد لكم ، ودون اي حاجة لأي وزير ان يخرج على وسائل الإعلام ليشكره على قبول هذه الوظيفة…
دولتك، اذا كان الشخص المناسب لادارة وحدة الشراكة بين القطاعين العام والخاص يجب ان يكون من حملة شهادة الهندسة، فلماذا يتخصص الأساتذة في علوم الإدارة العامة وإدارة الاعمال والادارة الريادية والادارة المالية بكافة تخصصاتها؟ ؟؟
المطلوب دولتك، ان نعرف ما هي معايير اختيار الوزير، المدير، المستشار، الرئيس …الخ … وان يتم الإعلان عن الوظائف الشاغرة بمكان واحد دائم ومتاح للجميع بالتساوي …
وان يتم تحديد معايير الاختيار لكل وظيفة بوضوح وشفافية … وان يتم اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب بعدالة ونزاهة وشفافية … هل هذا كثير على الشعب الاردني ؟؟؟
عندما نرى مهندس يدير الهيئة المستقلة للانتخابات ، فأين سيذهب حملة الدكتوراة في الإدارة العامة ، والعلوم السياسية؟؟؟
اين مبدأ التخصص في العمل؟ اين احترام سنوات الدراسة والبحث في كل مجال؟ كيف سنعلم الاجيال ان تطوير النفس والدراسة والعلم ستحقق الطموح ؟؟؟
كيف سنعلم أبناءنا ان يخططوا لمستقبلهم؟؟؟ اذا كانوا لا يعلمون ما هو المطلوب منهم لتحقيق طموحهم