وطنا اليوم:أكدت وسائل إعلام إيرانية وصول القيادي في الحرس الثوري الإيراني، جواد غفاري، المعروف باسم “جزار حلب”، إلى دمشق لمساعدة النظام السوري في مواجهة هجمات فصائل المعارضة السورية شمالي البلاد، في حين تحدثت تقارير عن نشر إيران لعناصر من ميليشياتها في سوريا.
وقالت قناة “العالم” الإيرانية إن فريقاً استشارياً إيرانياً، يرأسه الجنرال جواد غفاري، وصل إلى دمشق بشكل عاجل، “في إطار التعاون العسكري الأمني السياسي، لمساعدة النظام السوري في مواجهة الهجمات شمالي البلاد”.
وذكرت القناة أن “اللجوء إلى غفاري جاء لخبرته في الأراضي السورية، خصوصاً في مدينة حلب نهاية عام 2017، حيث شارك إلى جانب القائد السابق لـ”الحرس الثوري”، قاسم سليماني، في المعارك التي انتهت بخروج فصائل معارضة نحو شمالي سوريا، فضلاً عن مشاركته في معارك دير الزور وتدمر والبادية السورية إلى جانب قوات النظام السوري”.
من هو “جزار حلب”؟
يعتبر الجنرال جواد غفاري ثالث قائد للقوات الإيرانية في سوريا منذ عام 2011، وكان خليفة قاسم سليماني في سوريا عقب اغتياله بضربة جوية أميركية مطلع عام 2020 قرب مطار بغداد الدولي، برفقة القيادي في “الحشد الشعبي”، أبو مهدي المهندس.
بدأ الجنرال غفاري مهامه العسكرية في سوريا كأحد قياديي “الحرس الثوري” في مقر قيادة القوات الإيرانية في دمشق، ثم عُين لاحقاً قائداً للقوات في حلب. وأشرف بين عامي 2016 و2021 على الميليشيات الإيرانية في سوريا، بما فيها “حزب الله” اللبناني.
ويعرف الجنرال غفاري باسم “جزار حلب”، إذ قاد الميليشيات الإيرانية و”حزب الله” اللبناني لمحاربة فصائل المعارضة السورية في حلب، وإعادة سيطرتها للنظام السوري. وتنسب إليه العديد من المجازر بحق المدنيين، وفق موقع “إيران إنترناشيونال” المعارض.
واشتهر غفاري بمسؤوليته عن مقتل آلاف المدنيين في مدينة حلب في أثناء حصارها، حيث كان “الحرس الثوري” يقصف المدينة من الأرض، وروسيا تقصفها من السماء، في حين شنّ جيش النظام السوري هجمات كيميائية على المدينة.
بشار الأسد طرد الجنرال غفاري من سوريا
في نهاية عام 2021، تحدثت تقارير إعلامية عن أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، طلب من الجنرال غفاري مغادرة البلاد نتيجة لعدم رضاه عن نشاطاته التي شكلت “انتهاكاً للسيادة السورية”، في حين أكدت الحكومة الإيرانية أن عودته كانت بسبب انتهاء مهمته.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن بشار الأسد ومسؤولين كباراً في نظامه أقصَوا غفاري لأنهم لم يكونوا راضين عن تصرفاته كممثل للقوات الإيرانية في سوريا. واتهمه النظام السوري بتجاوز الأعراف وتهريب بضائع بهدف خلق “سوق سوداء” تنافس السوق السوري وتضر به.
ميليشيات إيرانية تنتشر في سوريا
في سياق متصل، أفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية بأن إيران أرسلت مقاتلين من “حزب الله” والميليشيات الشيعية إلى سوريا لدعم النظام السوري، مشيرة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الميليشيات قادرة على تغيير مسار الأمور.
وفي تقرير لها، قالت الصحيفة إن إيران تعمل جاهدة على حشد المقاتلين الإقليميين لدعم النظام السوري، ونشرت عناصر من “حزب الله” والميليشيات العراقية في سوريا، وهم ينتظرون الأوامر للقتال.
ونقلت الصحيفة عن قادة وعناصر في الميليشيات الإيرانية قولهم إن “المقاتلين المنتشرين في سوريا يعملون في وضع دفاعي، لكنهم مستعدون إذا تغيرت أوامرهم”.
ووفق أحد عناصر “حزب الله”، انتشر مقاتلو الحزب على نطاق واسع عبر الحدود اللبنانية باتجاه مدينتي حماة وحمص، في حين قال قادة ميليشيا عراقيون إن مقاتليهم موجودون في الغالب شرقي سوريا.
وقال قائد ميليشيا “كتائب سيد الشهداء”، كاظم الفرطوسي، للصحيفة إنه “نخشى أن يكون العراق أول دولة تعاني إذا أطاحت قوات المعارضة بنظام الأسد”، مؤكداً: “إذا شعرنا أن النظام في سوريا على وشك السقوط، فلن نبقى متفرجين”.
في ذات السياق، نشر القيادي في كتائب “الإمام علي”، أيوب فالح حسن الربيعي، المعروف بـ”أبو عزرائيل”، فيديو وهو يحشد مقاتليه لـ”الدفاع عن مقام السيدة زينب” في دمشق.
وقال “أبو عزرائيل” الذي ذاع صيته إبان المعارك ضد تنظيم الدولة في العراق، إن فصيله يأتمر بأوامر قيادة “الحشد الشعبي”، التي هي جزء من القوات المسلحة العراقية، وبالتالي لن يتم إرساله خارج العراق إلا بأوامر رسمية.
وبرغم ذلك، قال “أبو عزرائيل” إن أي تهديد يطال مقام “السيدة زينب” شرقي دمشق، يعني إعلان حرب يستوجب تدخل الحشد الشعبي.
وسأل “أبو عزرائيل” عناصر كتيبته عن رغبتهم بالذهاب إلى سوريا للقتال، ليجيب الأغلبية بنعم.
هذا ودعت الفصائل المسلحة بوقت سابق اليوم جنود وضباط الجيش السوري في حماة إلى الانشقاق، ورفع الرايات البيضاء والاستسلام.
ففي مقطع مصور نشر على إكس، دعا القيادي العسكري في ما يعرف بـ “غرفة العمليات الإعلامية” للفصائل المسلحة، حسن عبد الغني الجنود إلى رمي السلاح، والانشقاق، متعهداً بسلامتهم.
كما توعد بمواصلة القتال ضد القوات الحكومية، زاعماً بأن “الحسم بات قاب قوسين”.