وطنا اليوم:منحت الجامعة الأردنية، اليوم الأربعاء، درجة الدكتوراة الفخرية في العلاقات الدولية للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، ونائب رئيسة المفوضية الأوروبية، جوزيف بوريل.
جاء ذلك خلال احتفال أقامته الجامعة مساء اليوم ، بحضور عدد من المسؤولين والسفراء والأكاديميين، تقديرًا لدور بوريل وجهوده في السياسة الدولية لتحقيق السلام والأمن العالميين.
وقال رئيس الجامعة الأردنية، الدكتور نذير عبيدات، إن الجامعة ارتأت تكريم بوريل، الذي يُعد أنموذجًا في الدفاع عن الحق والسلام، في وقت غابت فيه الرؤية الواضحة لفهم الفرق بين الدفاع عن النفس وقتل الأبرياء؛ فقط لأنهم يعيشون في بقعة جغرافية معينة.
وأضاف عبيدات أن الجامعات، رغم تركيزها على تثقيف الطلبة وتدريبهم، وإجراء البحوث وإنتاج المعرفة، فإن لديها أيضًا التزامات وقواعد اجتماعية وسياسية؛ فهي جزء من الدبلوماسية العامة للبلد وقوته الناعمة.
وأشار إلى أن هذا التكريم يعكس إسهام الجامعة في تقدير الجهود الدبلوماسية العامة لهذه الشخصية البارزة.
وأضاف أنّه تأسيسًا لحالة من التّقاليد الأكاديميّة الرّاسخة الّتي تسعى إليها الجامعة الأردنيّة كما جامعات العالم في تكريم المبدعين والمتميّزين ارتأت الجامعةُ تكريمَ بوريل الذي يعد أنموذجًا في الدّفاع عن الحقّ والسّلام في وقت وعالم غاب عنه وضوحُ الرّؤية في فهم الفرق بين الدّفاع عن النّفس، وقتل النّاس؛ لأنّ قدرَهم في هذه الدنيا أن يعيشوا في بقعة جغرافيّة محدّدة.
وأشار إلى أنّه حين يتأرجح العالمُ بين الانفتاح والعزلة، فنشعر بالقلق من أنّ بعضَنا أصبح يعيش مدّةً أكثر؛ تطلّعًا إلى المصلحة الذّاتيّة، وتتفوّق المخاوف الوطنيّة على التّطلّعات الدّوليّة المتأرجحة؛ إذ يبدو المشهدُ واضحًا في زيادة الانعزالية، وغالى بعضُهم في قَبول مبدأ القتل الجماعيّ؛ بحُجّة الدّفاع عن النّفس.
وشدّد عبيدات على أنّ الجامعةَ تدرك القيمةَ الحقيقيّة الّتي قدّمها بوريل عندما أدرك بأنّنا يجب ألّا نخاطر ببناء المنظور الإنسانيّ لقيمة الحياة الّتي يعيشها الإنسان مرّةً واحدة.
من جانبه، أكد بوريل أن الأردن يمثل ركيزة للاستقرار وسط العواصف، بفضل قيادته الحكيمة.
وأشاد بصمود الأردن الاستثنائي والتزامه بمبادئه في حماية سيادته وتنوعه المجتمعي، وحرصه على الحوار مع محيطه الإقليمي، مع الحفاظ على روابطه الوثيقة مع العالم العربي والقضية الفلسطينية، رغم التحديات العالمية والإقليمية.
وأكد أهمية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأردن لبناء مستقبل مشترك في مواجهة عالم متغير.
وقال إن تحقيق السلام يتطلب إنهاء الاحتلالات غير القانونية، ووقف المذابح وتجويع الأبرياء، مشددًا على أهمية المساءلة الشاملة وغير المتحيزة، ومشيدًا بدور الأردن وقيادته، خاصة في تعزيز السلام.
وأعربَ بوريل عن سعادته لتسلّم شهادة الدكتوراة الفخريّة في العلاقات الدّوليّة من واحدة من أكثر الجامعات عراقةً في الوطن العربيّ “الجامعة الأردنيّة”؛ ما يؤشّر على الاحترام والتّقدير الكبيرين له.
كما أكّد أثناء كلمته أنّ تحقيق السّلام يتطلّب إنهاء الاحتلالات غير القانونيّة، ووقف المذابح وتجويع الأبرياء، مشدّدًا على أهميّة المساءلة الشّاملة وغير المتحيّزة، وأثنى على دور الأردنّ وقيادته، خاصّة في تعزيز السّلام، وإطلاق التّحالف العالميّ لتنفيذ حلّ الدّولتين.
ودعا إلى مواجهة التّيّارات الّتي تسعى إلى التّفرقة وبناء جسور التّفاهم في عالم متزايد الاستقطاب.
من جهته، أكد عميد كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية والعلوم السياسية، الدكتور حسن المومني، أهمية جهود بوريل في تطوير روابط قوية مع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما مكنه من الإلمام بثقافتها الغنية، وحساسياتها التاريخية، والروايات المتعارضة السائدة، إضافة إلى فهم عميق لتعقيدات السياسة الدولية في المنطقة.
وعلى هامش الفعالية، أُقيمت جلسة نقاشية تناولت المستجدات في المنطقة، وجهود إنهاء الحرب على قطاع غزة ولبنان، وتعزيز الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي.