الوطن ليس جورعة للهواة

23 أكتوبر 2024
الوطن ليس جورعة للهواة

المنطقة العربية تمر بمرحلة تحولات تاريخية غير مسبوقة منذ قرون ، بأحداث التفتت وسقوط معظم الدول الوطنية العربية بتدخلات خارجية وإقليمية، والقضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحل الصراع ومستقبل الحلول لها ، والتي تشكل تهديد وجودي للأردن ، وأصبح الأردن يعيش دكتاتورية حدود الجغرافيا بوسط حرائق ومخططات تهز جدران الوطن ، مما يستوجب الإعتماد على الجبهة الداخلية لمواجهة ظروف أصبحت تُعاند بمجموعها ولا تُطاوع .
والأردن اليوم يقف على حد السيف ، ولا زال الشأن الداخلي يسير بنهج التقليد ، ونهج تدوير المواقع العليا بالدولة أقرب ما تكون للعبة الهواة بمغنم المنصب أو التنفيع ، وخطاب الدولة للداخل لا يرتقي لحجم المخاطر المهددة للأردن .
المرحلة لا تحتمل لعبة الهواة وعلى حساب رجال دولة قادرين على الإقناع وحمل خطاب الدولة بما يطمئن الناس وبحوز ثقتهم ، وليس خطاب البحث عن فرصة عمل بالمنصب ، وكأن الوطن جورعة لما هب ودب من ظاهرة الإنتهازية والوصولية وعلى حساب الوطن بقاءاً ووجوداً بكيانه الوطني ونظامه السياسي .
التجربة التاريخية للدولة الاردنية عبر مراحلها في مواجهة الأخطار والتحديات ، اعتمدت على جبهة داخلية صلبة في خندق الدولة وخلف القيادة الهاشمية برجالات حكم وإقتداء ، وبخطاب تلتقي عليه الناس كحزام واقي للرأي العام الأردني على أهداف الدولة ومصالحها العليا ، لبيقى الكيان والنظام محفوفاً بالكرامة والبقاء .
الصمت على الخطأ خيانة ، والنصيحة من الدين ولو كانت شرسة .
الدكتور أحمد الشناق