وطنا اليوم:أوقفت السلطات الأمريكية في ولاية نيويورك عناصر من الشرطة عن العمل، بعدما كبّلوا طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات ورشّوها برذاذ الفلفل، في واقعة وثّقها مقطع فيديو أثار عند بثّه موجة غضب عارم في الولاية، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي.
رئيسة بلدية روتشستر في نيويورك، لافلي وارين، أعلنت الإثنين 1 فبراير/شباط 2021، عن توقيف عناصر الشرطة بسبب فعلتهم التي ارتكبوها يوم الجمعة الفائت، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وارين قالت في بيان إنّه “للأسف فإنّ قوانين الولاية (نيويورك) وعقد العمل الجماعي تمنعني من أخذ إجراءات أسرع وأكثر خطورة”.
لم يوضح البيان عدد الشرطيين المشمولين بقرار وقفهم عن العمل، لكنّه لفت إلى أنّ تعليق مهامهم سيستمر إلى حين انتهاء التحقيق الداخلي، الذي فتحته شرطة روتشستر في هذه الواقعة.
وفقاً لمشاهد التقطتها كاميرا مثبّتة على ملابس أحد عناصر الشرطة وبثّتها شرطة المدينة يوم الأحد الفائت، فإنّ سبعة شرطيين على الأقلّ كانوا حاضرين عند توقيف الطفلة.
أظهرت المشاهد عناصر الشرطة الذين تم استدعاؤهم إلى مكان الحادث وهم يحاولون تثبيت الطفلة وتوقيفها، ثم يكبّلون يديها خلف ظهرها قبل أن يجبروها على ركوب سيارتهم.
لكن بينما كانت الطفلة جالسة في مقعد السيارة الخلفي، ويديها مكبّلتان خلف ظهرها، راحت تصرخ وتقاوم فما كان من أحد عناصر الشرطة إلا أن رشّها برذاذ الفلفل لتنفجر بالصراخ.
كذلك أكّدت الشرطة أن عناصرها “اضطروا” إلى استخدام الأصفاد ورذاذ الفلفل لضمان سلامة الطفلة.
بحسب نائب رئيس الشرطة أندريه أندرسون، فإنّ الفتاة التي لم يتم الكشف عن هويتها أصيبت بأزمة نفسية طارئة هدّدت خلالها بقتل والدتها والانتحار.
غضب من اعتقال طفلة في نيويورك
أثار مقطع الفيديو ردود فعل تخطت حدود المدينة والولاية بأسرها، وعلى الرّغم من الثلوج التي تساقطت أمس الإثنين، وانخفاض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، تجمّع عشرات الأشخاص في روتشستر للاحتجاج على طريقة تعامل الشرطة مع الطفلة.
من جانبه، قال حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، في بيان إنّه “يتعيّن على روتشستر أن تواجه مشكلة حقيقية تتعلق بمحاسبة شرطتها”.
وفقاً لأندرسون، فإن عناصر الشرطة لم يريدوا من تكبيل الطفلة توقيفها بل نقلها إلى مستشفى، وهو ما حصل بالفعل وقد خرجت منه بعد بضع ساعات.
هذه هي المرة الثانية خلال عام، التي تتورط فيها شرطة روتشستر في أعمال عنف منذ وفاة الأمريكي من أصل إفريقي دانيال برود، الذي كان يعاني اضطرابات نفسية بعد تعرّضه للخنق على أيدي شرطيين إثر توقيفه في آذار/مارس 2020.
كان برود يسير عارياً في ظل درجات حرارة متدنية جداً، عندما وضع عناصر الشرطة كيساً من قماش حول رأسه لمنعه، بحسب قولهم، من البصق، لأنه قال إنه مصاب بفيروس كورونا، وأبقوه مثبتاً على الأرض بالقوة حتى فقد وعيه، وتوفي بعد ذلك.
خلص معهد الطب الشرعي، آنذاك بعد تشريح الجثة، إلى أن الوفاة تعود لقتل مرتبط بـ”اختناق بعد تقييد جسدي”، وأدّت الفضيحة إلى تظاهرات في المدينة وفي الولاية تطالب بإصلاحات في شرطة روتشستر، ودفعت قائدها لارون سينجليتاري إلى ترك منصبه في أيلول/سبتمبر.
تُذكّر وفاة دانيال برود بوفاة جورج فلويد وبريونا تايلور، وهما من أصل إفريقأيضاً ً، خلال توقيفهما بالقوة، ما أدى إلى خروج مئات التظاهرات في الولايات المتحدة منذ أيار/مايو.