وطنا اليوم_الدكتور محمد الهواوشة يكتب:
يعيش الأردن اليوم في منطقة تزداد فيها التوترات والتحديات الجيوسياسية، حيث تُعد المنطقة ساحة لصراع قوى إقليمية ودولية متعددة. في هذا السياق، يواجه الأردن تهديدات تأتي من عدة أطراف، على رأسها إيران والكيان الصهيوني، مع وجود تأثير أمريكي بارز في خلفية هذه التحركات. هذه الأطراف تسعى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى زعزعة استقرار الأردن وإضعاف دوره في المنطقة.
التهديد الإيراني:
تسعى إيران إلى توسيع نفوذها الإقليمي عبر خلق تحالفات ودعم ميليشيات تابعة لها في مختلف الدول العربية، وخصوصًا في سوريا والعراق ولبنان. هذه السياسات تُشكل تهديدًا مباشرًا على أمن الأردن، خاصة في ظل محاولات إيران لخلق تواجد مؤثر قرب الحدود الأردنية السورية. وقد شهدنا في الفترة الأخيرة تحركات لافتة لإيران في المنطقة، ليس فقط من خلال دعم الأطراف المسلحة، ولكن أيضًا عبر رسائل استعراضية، مثل **إطلاق الألعاب النارية عبر الأجواء الأردنية**، وهي خطوة يمكن تفسيرها على أنها **استعراض للقوة** ورغبة في توجيه رسائل إلى دول الجوار بما في ذلك الأردن.
التهديد الصهيوني:
الكيان الصهيوني يشكل تهديدًا مستمرًا للأردن، سواء من خلال أطماعه في الأرض أو الموارد أو من خلال التأثير المباشر على ملفات مثل المياه والحدود، وبالطبع، القدس. منذ توقيع معاهدة السلام، لا يزال هناك الكثير من الملفات التي لم تُحل، والتي تُظهر الرغبة الصهيونية في فرض وقائع جديدة على حساب الأردن وفلسطين. التهديد الصهيوني لا يقتصر على الجوانب العسكرية فحسب، بل يمتد أيضًا إلى محاولات التأثير السياسي والاقتصادي، ما يفرض على الأردن اتخاذ خطوات جدية لحماية مصالحه.
الدور الأمريكي:
تلعب الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في التوازنات الإقليمية، وهي تدعم بشكل أساسي الكيان الصهيوني وتحاول في الوقت نفسه احتواء إيران. لكن هذه السياسات غالبًا ما تأتي على حساب استقرار الدول العربية، بما في ذلك الأردن. ما بين الرغبة الأمريكية في الحفاظ على تفوق إسرائيل في المنطقة ومحاولات إيجاد حلول دبلوماسية مع إيران، قد يجد الأردن نفسه في موقف حساس يحتاج فيه إلى التوازن بين هذه القوى المتناقضة.
الخلاصة:
الأردن بحاجة إلى اتخاذ خطوات إستراتيجية لمواجهة هذه التهديدات المتصاعدة. فاستعراضات القوة الإيرانية، مثل إطلاق الألعاب النارية عبر الأجواء الأردنية، تهدف إلى إثبات النفوذ وإرسال رسائل مبطنة، وهي دليل واضح على تصاعد المخاطر. إلى جانب الأطماع الصهيونية المستمرة، تبقى المملكة في موقع يتطلب تعزيز تحالفاتها الإقليمية والدولية، واتخاذ تدابير داخلية قوية لحماية أمنها القومي.