ثبتَ تاريخياً أنَّ لا الغابةَ ولا القلعةَ تحمي دائما ساكنيها ومن يختبئ فيهما

منذ 3 ساعات
ثبتَ تاريخياً أنَّ لا الغابةَ ولا القلعةَ تحمي دائما ساكنيها ومن يختبئ فيهما

وطنا اليوم_د. عادل يعقوب الشمايله

يبدأُ السقوطُ والانهيارُ والزوالُ بسقوطِ القلعة. دائماً القلاعُ تُحاصرُ وتدكُ بالمنجنيقات والمدافع. يكفي إحداثُ ثقبٍ في احد جدران القلعة، بعدها يتمُ التسلل الى داخلها. السدودُ تنهارُ عندَ تشققِ أحدِ جدرانها او حدوثِ ثقبٍ تتسربُ منهُ المياه ليتسع الثقب وينتهي كل شئ.

 على من لم يقتنع لحد الان، أن يقتنع دون مواربة ومحاججة على قاعدة عنزه ولو طارت، أنَّ قادةَ حزبِ الله يختبؤن في عمارات ضخمة تسكنها عائلات من المدنيين في حارات الضاحية الجنوبية وقرى جنوب لبنان. أي أنهم يحولون المدنيين الى دروعَ بشرية. حتى ولو كانت دروعاً من كرتون وليس من الفولاذ بسبب الانكشاف الكامل وعدم وجود ملاجئ. وبدلاً من ان تحمي المليشيات المدنيين، يُفرضُ على المدنيين العزل أن يحموا المليشيات وأن يتحملوا اقسى التبعات والتضحيات في هذهِ المهزلة المخجلة للمليشيات الهامله الخاسرة اخلاقيا ووطنياً وعسكريا.

اثبتت اسرائيل أنها تتابعُ دبيب النمل وأن اليهود توارثوا قدرةَ النبي سليمان في فهم لغة النمل. ولكنهم لم يتوارثوا حرصهُ على سلامة النمل وعدم ايذائه وتحطيمه. وأنَّ لديها صورةً واضحةً ودقيقةً عن وضع الحزب وحركات وعادات قادته و المنتسبين له، وأن الحزبَ مُجَردَ كيانٍ هلامي وخطابي، كيانٌ بلا اسرار ولا أسوار. الى درجةِ أنَّ الحزبَ قد فقدَ الحقَّ بحمل إسمْ منظمة، لأنه لم يعد يمتلك هيكلية المُنظمةِ ولا ثقافتها. Organization structure and culture

طائراتُ ومسيراتُ العدو الصهيوني تصطادُ يومياً القرودَ التي تتنطنطُ عل اغصانِ اشجار الغابةِ البشريةِ في الضاحية الجنوبية وفي كافة انحاء لبنان. وهنا ليعذرني القراء لاستخدامي وصفَ القرود، لا للإساءة وإنما لتشابه السلوك والخفة والسرعة والحذر.

اتخاذِ المدنيينَ كدروعَ بشريةٍ لم يحمهم المليشيات وقادتهم من غارات اسرائيل سواءاً في غزة او في لبنان او ايران او سوريا او العراق. لكن الاسوأ انه الى جانب قتل المختبئين تَمَّ قتلُ وجرحُ عشراتِ الالاف من المدنيين الابرياء بينهم أطفالٌ ونساءٌ ومُسنونَ وتهجيرهم وترويعهم وتشريدهم وهدم منازلهم بل وخيامهم واكواخهم وتدميرِ البنيةِ التحتية والمرافق العامة من مستشفيات ومدارس وجامعات وكهرباء ومياه الشرب ومحطات معالجة المجاري وتعطيل الاعمال ومصادر الرزق.

القرود لم ولن تنجو. لأن الكيان الصهيوني سيحرقُ الغابةَ بمن فيها. واصبحت القنابل الامريكية قادرة على قلع القلاع من اساساتها.

اذا كانت المليشياتُ عاجزةً عن حمايةِ بيئتها وحماية نفسها فعليها أن تلقي السلاح.

اذا كانت المليشيات غيرَ قادرةٍ على حمايةِ المدنيين فعليها ان تبتعد عنهم وتتركهم في حالهم وهذا اقلُّ واعدلُ ما يُطلبُ منها. لأن الشرط الالهي للمواجهة كما ورد في القرآن “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة” وليس من خطابات وعنتريات. أي أن الإعداد شرط مُسبق للانخراط في المواجهة المسلحة. كما أنه من البله والغفلة وعدم جدارة تولي موقع القيادة أن تحتفظ بما تملك من وسائل ردع مخبأة في الكهوف والانفاق وتحت العمارات في الوقت الذي يستخدم عدوك كل وسيلة وأداة تؤذيك وتُدميكَ وتبكيك.

حمايةُ المليشياتِ لنفسها وتوفير الحمايةِ للمدنيين يتطلبُ اسلحةً مضادةً مانعةً ومُعَطِلةً لعدوان العدو وتعدياته خاصةً الدفاعِ الجوي الفعال. المليشيات لا تملك حتى وسائل الدفاع الجوي القديمة والرخيصة كالرشاشات وصواريخ الكتف كالتي استخدمها الافغان ضد الطيران الروسي، أو على الاقل اسلحة ردع صاروخيةً فعالةً ليس للتصوير على شاشات التلفزة والتباهي، وإنما لتستخدمُ لإلحاق اذىً ودماراً وقتلا موازياً في منشئات وعساكر ومدنيي العدو وقروده وسعادينه مماثل لما يُلحقهُ بالمليشيات والمنشئات والشعوب العربية.

هذا الرأيُ لن يُعجبَ المغالطين والمفلسينَ ثقافيا والمعاقينَ عقلياً الذين يمارسون البطولات والجهاد امام شاشات التلفزيون. مطبقين المثل “اللي تحت العصي مش زي اللي بعدها”.

المُستهجنُ هوَ أنَّ من يدافع عن السلوكيات غير المهنية وغير العسكرتارية والجبانةِ والجاهلةِ لقادةِ المليشيات، ويستسهلون التضحية بالمدنيين في مدن وقرى وتجمعات يختبئ وسطهم الجبناء، ويكتفي هؤلاء الكسلة المغالطين الجالسين على مقاعد المتفرجين أبواب الجنةِ على مصاريعها لمن يشاهدونهم على شاشات التلفزيون يُدفنون في مقابر جماعية بواسطة الجرافات التي تغطيهم بأكوام الرمال. هذه الفئة هي هي من تركت وطنها وهربت طلباً للسلامة الى كافة الدول المحيطة بوطنهم الذي جَدَّ حُبهم وعشقهم له مع أنهم لم يتعرضوا للعذابات والقتل الذي تعرض له اهل غزة ولبنان. “كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.