العمل الـسياسي والدبلوماسي ليس بالطريقه التي قام بها النواب للسفارة البريطانية

منذ 3 ساعات
العمل الـسياسي والدبلوماسي ليس بالطريقه التي قام بها النواب للسفارة البريطانية

وطنا اليوم_بقلم: *عوني الرجوب*  

*امين عام حزب الانصار الأردني*

 

في عالم السياسة والدبلوماسية، تظل الخطوات محسوبة بدقة والكلمات موزونة بعناية، خصوصاً عندما تتعلق بالتمثيل الشعبي والرسمي. إن علاقات الدول تُبنى على الاحترام المتبادل والتقدير، وعلى أساس واضح من الشفافية والمصلحة المشتركة.

 

في هذا السياق، تبرز أهمية زيارات بعض النواب كدبلوماسيين وسفراء للشعب الذي انتخبهم، ولا يمكن لهذه الزيارات أن تخرج عن هذا الإطار بأي شكل من الأشكال.

 

بالأمس، وقف جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم في أكبر منبر عالمي ليدافع بصوت عالٍ وواضح عن قضايا الأمة، وخصوصاً القضية الفلسطينية، حيث أظهر للعالم قوة الموقف الأردني وثباته.

بينما في المقابل، نجد بعض النواب يخطون خطوة تفتقر إلى الحكمة السياسية والحنكة الدبلوماسية، بتلبية دعوة السفير البريطاني في حديقة منزله أو سفارته.

هذه الزيارة أثارت استغراب الكثيرين، ليس لأن النواب زاروا السفارة، بل لأنهم قاموا بذلك في توقيت لا يخدم مصلحة الأردنيين،

وفي ظروف بدت وكأنها محاولة لتهميش دورهم الحقيقي الذي يبدأ من خدمة الشعب الذي انتخبهم.

 

إن السفير البريطاني، إن كانت نواياه سليمة، كان يمكنه دعوة النواب لحوار حضاري داخل منزله، وبشكل لائق ومكرّم، يجلسون فيه على كنب أو كراسي تليق بهم، لا أن يقفوا في حديقة السفارة كطلاب في ساحة المدرسة.

هذا التصرف قد يبدو بروتوكولياً بالنسبة للسفير، لكنه يُعتبر في عرفنا إهانة لمكانة النواب أمام ناخبيهم.

 

علينا أن نتساءل: ما هي الأولويات الحقيقية لهؤلاء النواب؟ هل زيارة البيت البريطاني تأتي قبل بيت الأردنيين؟

هل يخدم هذا الفعل مصالح الأردنيين ويعزز من دورهم التمثيلي؟

 

نُثمّن مواقف بعض النواب الذين رفضوا تلبية الدعوة، وأبدوا حرصهم على تمثيل الشعب بما يليق بهم وبمواقفهم الثابتة.

 

أما من حضر، فعليه أن يدرك أن الأردنيين لا يقبلون أن يروا من يمثلهم يقف في موقف يُظهر ضعفاً أو انصياعاً لأجندات غير واضحة.

إن نقدنا هنا ليس لشخص السفير أو النواب كأشخاص او طاقم السفارة، بل للطريقة التي تمت بها الدعوة، ولموقف النواب الذين حضروا، دون النظر في تبعات ذلك على صورة مجلس النواب أمام الشعب.

، نأمل أن يتعلم النواب من هذه التجربة، وأن يكونوا دائماً عند حسن ظن الشعب، وأن يحافظوا على كرامتهم وكرامة من يمثلونهم في كل خطوة يخطونها.

 

السياسة والدبلوماسية ليست مجرد زيارات وبروتوكولات، بل هي وقفة عز ودفاع عن قضايا الأمة وشعبها.

فالأردن وطن الرجال الاوفياء وحصن منيع على كل من تسول له نفسه العبث بحبة تراب واحده من ارضه الطهور وشعبه الأصيل