وطنا اليوم:تسود حالة من الاستياء وخيبة الأمل في محافظة الكرك، مع بقاء عبارات تصريف مياه الأمطار ومجاري المياه على الأودية مغلقة في مختلف مناطق المحافظة، وذلك مع قرب دخول فصل الشتاء الذي يشهد كل عام تكرارا لمشهد حدوث فيضانات للمياه في الشوارع والطرقات، تطال في أحيان كثيرة المناطق السكنية أيضا.
وسبق أن تم تسليط الضوء مرات عدة، على مطالب السكان بهذا الخصوص، ونقلت مطالبهم بضرورة قيام جميع الجهات ذات العلاقة بالعمل في فترة مبكرة من الموسم قبل مقدم الأمطار بعمليات تنظيف وإزالة للنفايات، وكل ما يؤدي إلى إغلاق العبارات ومجاري المياه، خصوصا من النفايات وما يتم رميه فيها من مواد كالحجارة والرمال والطمم ونفايات المعامل والمزارع والمحاجر ومتبقيات البناء.
ويطالب سكان في مختلف مناطق محافظة الكرك، الجهات المسؤولة في بلديات المحافظة ومديريات الأشغال العامة والإسكان، بردع المخالفين، لا سيما في حالات الطمم الكبيرة، على غرار ما يحدث في مجاري بعض الأودية الرئيسة مثل وادي الكرك والحسا والثنية وعي وعراق الكرك والقصر والجديدة وغيرها، ويؤكدون أهمية قيام الأجهزة الرسمية بعمل الصيانة اللازمة لمجاري المياه في وقت مبكر قبل بدء موسم الأمطار، خصوصا تلك القريبة من المناطق السكنية، حرصا على سلامة السكان وممتلكاتهم، وفي مقدمتها المزارع.
وخلال السنوات الأخيرة، شهدت محافظة الكرك العديد من إغلاقات الطرق الناتجة عن جريان مياه الأمطار في مجاري الأودية والعبارات التي يتم وضعها على الأودية ومجاري المياه بالقرب من الطرق والشوارع، وشكل بعضها أيضا خطرا على السكان وسائقي المركبات مع عرقلة حركة السير وربما توقفها، لا سيما في مناطق العينا على طريق الكرك الطفيلة ووادي الكرك والأغوار الجنوبية.
من جهتها، تحذر العديد من البلديات، خصوصا بلدية الكرك من عمليات رمي الطمم والنفايات المختلفة بالأودية ومجاري المياه، كون ذلك يؤدي إلى إغلاق تلك المجاري والعبارات مع قدوم الأمطار، ما يستبب بحدوث فيضانات في فترات الشتاء المختلفة.
المواطن خالد القضاة من سكان لواء المزار الجنوبي، يؤكد “أن عملية إلقاء الطمم ومخلفات البناء ومخلفات مزارع الدواجن وهدم الأبنية القديمة في مجاري الأودية وقنوات تصريف مياه الأمطار بمختلف مناطق الكرك، مستمرة ولا تتوقف نهائيا ومنذ سنوات عديدة، مسببة أضرارا نتيجة ما تحدثه من إغلاقات للطرق، وفيضان لمياه الأمطار جراء إعاقة تدفقها”.
كما أكد القضاة، “أن مجاري الأودية وعبارات وقنوات تصريف مياه الأمطار على غالبية شوارع المحافظة وفي كل اتجاه، ما يزال أغلبها مغلقا، ورغم قيام بعض البلديات بعمليات تنظيف وإزالة الطمم، إلا أنها سرعان ما يتم إغلاقها مجددا”، لافتا في الوقت ذاته إلى “أن المشكلة المستمرة منذ سنوات باتت محط استياء العديد من السكان، الذين يعتبرون أن ما يجري هو تهاون من قبل الأجهزة المعنية، ويطالبون بتشديد الرقابة على عمليات إلقاء الطمم وتغليظ العقوبة على كل من يتم ضبطه يخالف القانون”.
أما المواطن أمجد عليان، من أهالي بلدة الثنية، فيقول، “إن غالبية العبارات والمجاري الواقعة على الطرق والجداول الصغيرة مغلقة تماما ومنذ العام الماضي”، مشيرا إلى “أن السكان في المناطق القريبة من وادي البلدة الذي يقع عليه أحد أهم الطرق الزراعية في المحافظة، يعاني تراكمات كبيرة من مخلفات البناء والطمم الذي يلقيه مواطنون في مجاري الوادي وعلى جنبات الطريق القريب منه وفي العبارات الواقعة أسفله”.
كما أشار عليان، إلى “أن الطريق وفي أكثر من موقع، يغلق بشكل كامل مع تساقط الأمطار الغزيرة ويلحق الأذى بالمزارعين، ناهيك عن المشكلة الكبيرة التي تتسبب بها مياة الأمطار على الطرقات والشوارع”، مبينا،”أن منطقة الإشارات الضؤئية في الجهة الغربية من البلدية تغلق أحيانا، حيث يتشكل سيل من المياه في أي تساقط للأمطار بسبب إغلاق العبارات الواقعة على الطريق”.
وأضاف، “إن إغلاق العبارات الواقعة على الطرق والأودية المجاورة للبلدة، بسبب تراكم كميات كبيرة من الطمم فيها، والتي لا يمكنها المرور من العبارات الصغيرة”، مطالبا الجهات الرسمية بالعمل على منع أي جهة كانت، خصوصا شركات المقاولات التي تعمل في مجال الإسكانات، من رمي الطمم ومخلفات البناء، إضافة إلى مزارعي الدواجن الذين يرمون نفاياتهم في مجاري الأودية.
ووفق المواطن أيمن الضمور، من سكان بلدة العدنانية جنوبي محافظة الكرك، فإن “جميع مناطق المحافظة، خصوصا تلك القريبة من الأودية والسيول تعاني من ظاهرة القاء الطمم في أودية ومجاري السيول، لا سيما الواقعة بالجهة الشرقية منها، وبحيث تصبح هذه الكميات الكبيرة من النفايات عائقا كبيرا أمام تدفق مياه الأمطار”، مشيرا إلى أن عمليات إلقاء الطمم والنفايات تتم في الليل والنهار بدون استثناء من قبل مواطنين وأحيانا جهات رسمية تقوم بإلقاء نفاياتها في الأودية”.
من جهته، أكد رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطة، “أن بلدية الكرك تقوم طوال العام بعمليات إزالة ورفع لكميات كبيرة من النفايات والطمم الناتج عن أعمال البناء والصيانة المنزلية، ناهيك عن قيام البلدية قبل بداية كل موسم مطري من كل عام بعمليات صيانة لمجاري تدفق المياه على جوانب الطرق والشوارع الرئيسة والفرعية بمختلف مناطق بلدية الكرك”، لافتا كذلك إلى “أن مواقع كثيرة غالبا ما تكون مغلقة بسبب إلقاء مواطنين كميات كبيرة من مختلف مخلفات البناء أو حتى النفايات المنزلية، ناهيك عن النفايات التي تتراكم بسبب الرياح في الأودية والمناطق المنخفضة”.
وأشار المعايطة، إلى أن “شبكة تصريف مياه الأمطار التي أنشأتها البلدية خلال السنوات الماضية في العديد من البلدات والمناطق التابعة للبلدية، هي الأخرى تعاني من الإغلاق التام أحيانا، بسبب تراكم الحجارة ونفايات المحال التجارية التي ترمي نفايات على الشارع وتجد طريقها إلى شبكة تصريف الأمطار وتغلقها بسبب تراكمها فيها، بحيث تصبح الشبكة بلا قيمة بسبب هذه التصرفات”.
وبين، “أن كوادر البلدية تعمل على مراقبة مواقع مختلفة، خصوصا مناطق أصبحت معروفة ويتم إلقاء الطمم فيها باستمرار من المواطنين، وذلك لمنع إلقاء الطمم عشوائيا تحت طائلة المسؤولية”، مشيرا إلى أن “عمليات التنظيف تتم حرصا على تدفق المياه بالمجاري بشكل طبيعي وبدون عوائق”.
وأضاف المعايطة، “أن كوادر البلدية تجري عمليات صيانة وتنظيف مواقع مجاري المياه دائما قبل موسم الأمطار وتشمل إزالة كميات كبيرة من الحجارة والطمم والنفايات التي يلقيها مواطنون بطريقة عشوائية ومخالفة، وهي تتراكم في مناطق معينة، ما يؤدي إلى إغلاق العبارات والمجاري وأحيانا تسبب بفضيانات خلال موسم الأمطار”