د . سعيد محمد
من خلال متابعتي للانتخابات البرلمانية الأردنية 2024 والتي حظيت بها جبهة العمل الإسلامي بخمس المقاعد تقريباً (32 مقعداً). يأتي هذا التقدم للجبهة لعدة أسباب:
١- الاستفادة من الحرب الإسرائيلية على غزة وربط مصطلح الطوفان بدعايتها الانتخابية مما انعكس على عاطفة الناخب الأردني والذي كان يتابع الحرب على غزة قلباً وقالبا.
٢- استفادة الجماعة من القوانين الديمقراطية التي اتسمت بها المملكة والتي سمحت للشارع الأردني للتعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني ومن هنا جاءت فرصة الجبهة الإسلامية للاستفادة من هذه العاطفة وضمها لرصيدها الانتخابي.
٣ـ لو تتبعنا نسبة المشاركة في الانتخابات لوجدناها ضعيفة حيث شارك قرابة المليون ونصف من اصل خمسة مليون وربع، وهذا يؤكد أن نسبة العزوف أعلى بكثير من المشاركه وهذا صب في مصلحة النتائج.
٤- لو قارنا خبرة جبهة العمل مع الأحزاب الأخرى التي شاركت في الانتخابات لوجدناها لا تقارن، فهذه الأحزاب ناشئة في حين الجبهة تجاوزت الثلاثين عاما على المستوى العمل الانتخابي والنقابي والمجتمعي والاستفادة من المشاركات الشعبية والمؤسسات الخيرية.
قمت بقراءة ردود الفعل للصحف والكتاب الموالين للجبهة والذين اعتبروا فوز الجبهة انتصار ومنهم من أهداه لطوفان غزة ، ومنهم اعتبر ربط فوز الجبهة بالاحداث في غزة هو تحقيق لمآرب أخرى وأن الفوز جاء في إطار مزاج الناس وهو فوز كبير ومسؤولية اكبر، ولم يخفي الكتاب مهاجمتهم لمن خالفهم بل اعتبروا الفوز بمثابة صداع لمرضى المتلازمة الذين سيخرجون العصي من الدواليب.