وطنا اليوم_د. عادل يعقوب الشمايله
نعم يجبُ استرجاع الجنسية الاردنية ليسترد الفلسطيني جنسيته الحقيقية التي يحبها ويعشقها وناضل ويناضل من اجل بلورتها وفرضها كأمر واقع وحقيقة كحقيقة ان ضوء النهار مصدره الشمس . قرار فك الارتباط تم بناءاً على طلب فلسطيني على مدى سنوات طويلة ، ورفض فلسطيني وعربي وعالمي لضم الضفتين اصلا. قرار فك الارتباط يجب ان يكون بمثابة الاستغفار والتوبة النصوحى بعد اكمال رمي الجمرات على ابليس. التوبة النصوحى تعني في الدين عدم معاودة فعل الفعل الخطأ وارتكاب الذنب الذي تاب عنه .
لقد اتخذ العرب جميعا من خلال مؤتمر قمة عربي ان منظمة التحرير الفلسطيني هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني اينما كان وبغض النظر عن جنسيته عربية او اجنبية او هوية مؤقتة كون الفلسطينيين لهم قضية معلقة سياسيا ووجودا وحقوقا مادية لا يجوز التشويش عليها او التغبيش عليها حفاظا على نقائها ووضوحها وجلائها.
وبناءاً على ذلك فاوضت منظمة التحرير الفلسطينية اسرائيل سرا في اوسلو ووقعت معها اتفاق اوسلو. ثم فاوضت علناً في امريكا بوساطة امريكية بدون استشارة الاردن ، بل تعمدت تضليله.
رئيس السلطة الفلسطينية يُعاملُ كرئيس دولة ويقابل جميع رؤساء العالم. كما توجد سفارات لفلسطين في معظم دول العالم وهي عضو مراقب في هيئة الامم المتحدة ويحضر مندوبها جلسات مجلس الامن.
وها هي حماس تضع نفسها كممثل منافس وشرعي للشعب الفلسطيني، تفاوض نيابة عن الفلسطينيين ايضا في غزة والضفة. كما ان الشعب الفلسطيني اينما كان يتبع فصائل ذات طابع سياسي وعسكري وايدولوجي. فالشعب الفلسطيني مسيس حتى النخاع.
اذاً فإن الاردن لا يملك ايَّ صفةٍ تمثيليةٍ معترفٍ بها للشعب الفلسطيني. وإنَّ أيَّ ادعاءٍ بخلافِ ذلكَ لا قيمة قانونيةَ او واقعيةَ لهُ.
من حق الفلسطينيين أنْ تكونَ لهم دولةٌ مستقلةٌ. ولا يجوزُ تزويرُ هويتهم او اغتصابها او تغييرها او تغييبها او تبديلها. الشعب الفلسطيني شعبٌ متحضر ويتجاوزُ تعدادهُ داخل فلسطين وفي شتى انحاء العالم اثنى عشر مليونا، وهم شعبٌ متعلم ولديهم المهارات والخبرات ورؤوس الاموال فلماذا تطمسُ هويتهم؟ الفلسطينيون مش قصيرين حربه. فقد مضى على نضالهم المشروع اكثر من مائة عام.
الفلسطينيون يتشاركون في المظلومية مع الشعب الكردي الذي جرى طمسُ هويته من فبل الاستعمار البريطاني الخبيث، وَقُسِّمَ بين ثلاث دول مسلمة تنكرُ حقوقهُ وتقمعُ مطالبهُ السلميةَ المُحقّةَ وغير السلمية اضطراراً عباطةً وتجبراً.
لذلك فإنَّ التراجعَ عن الباطلِ فضيلة، وعلى الحكومةِ الاردنيةِ التراجعَ عن خطئها بمنحِ الجنسيةِ الاردنيةِ أصلاً للفلسطينيين دون طلبٍ منهم وعلى كره منهم ودون استيفاء شروط الحصول على حق المواطنة الذي تطبقهُ دولُ العالم بصورة فرديةٍ وانتقائيةٍ مدروسةٍ، وليسَ شمولَ شعب بأكملهِ مكلوم ومقهور ومستلب الحقوق وفاقدِ الاستقرار ويعاني من اليأس.
لقد آن الاوان ان يستعيد الشعب الفلسطيني جواز سفره الفلسطيني الذي تفاخرت جوادا مائير أنها كانت تحمله قبل إنشاء دولة الاغتصاب.
استرجاع الفلسطينيين لجنسيتهم الحقيقية الاصلية يجب ان يتم دونَ المساسِ بحقِّ الاقامةِ والعيشِ الكريم والاستثمارِ في القطاع الخاص في الاردن شأنهم شأن بقية العرب وأن يحتفظوا بالاولوية على المستثمر الاجنبي عند تساوي الجودة. وأن يبقى القطاع العام الاردني بكافة ابعاده ومستوياته السياسية والتشريعية والقضائية والبيروقراطية والامنية خالصاً للاردنيين الاصليين، كونَ أنَّ هناكَ على ارضِ الواقعِ حكومتين فلسطينيتين وبالتالي قطاعين عامين وجيشين وجهازي شرطه وجهازي مخابرات ووزارات ضعف عدد الوزارات الاردنية توظفان عشرات الالاف من الفلسطينيين .حكومة منظمة التحرير الفلسطيني وحكومة حماس. لأن هذا هو العدل والا كانت القسمةُ ضيزى.