المنطق: غياب أم انعدام؟

27 أغسطس 2024
المنطق: غياب أم انعدام؟

بقلم: ذوقان عبيدات

قيل في الغباء إنه انعدام المنطق، وقيل إن الأغبياء أذكياء لأنهم يحلون مشكلاتهم دون منطق، ودون ذكاء أو تفكير! والغبي هو من يتحدث كثيرًا دون أن يقول شيئًا! فهو كلام في اللاموضوع،
وقيل:
السكير يمكن أن يصحو، والمراهق سرعان ما ينضج، بينما الغباء يراكم غباءه ويطوّره على مدار الوقت!
والغباء وغياب المنطق ليس ابتلاءً، فلا تخلو جماعة من غباء!!

(01)
غباء برتبة عالية
قلت في رثاء د محمد مامسر: إنه الوزير المنطقي الوحيد الذي تعاملت معه!
فقالوا: ماذا عن الآخرين؟
قلت ما رأيكم بمن غيّر قفل مكتب الأمين العام لمنعه من دخوله؟
وما رأيكم بآخر كان يسجل عدد الدقائق التي يتأخر بها الموظفون عن دوامهم صباحًا!
وحين تسأله عن مصدر معلوماته يقول: أرصدهم من شباك مكتبي!!
وآخر؛ اجتمع بعاملات التنظيف ورتّب لهن دوريات العمل!
ورابع؛ غضب من نجاح وزارته معتقدًا أن ليس له دور في نجاحها!
هذا ما يجعلني أصفهم بالمخلوقات العجيبة للدولة!
شكوت أحدهم مرة إلى الرئاسة، فقال لي أحد المتنفذين هناك:
“شو بعدك شايف”؟ لدينا نماذج أكثر غرابة!!
وهنا أتساءل: هل يتم اختيار غير الأذكياء أم أنهم يتحولون إلى ضعف الذكاء بعد اختيارهم؟
يبقى هذا لغز!

(02)
الصراع فلسطيني إسرائيلي وليس إيرانيًا إسرائيليًا
يقولون حزب الله لن يرد، ويتمنون ذلك! وحين يرد يقولون:
رد “فُتّيشي”! كم شخصًا قتل من اليهود ولا يقولون العدو!
ربما لأنه ليس عدوهم! ثم يتفنون بذكر قصص الرافضة والمجوس وعمالة إيران وأذرعها إلى إسرائيل! وعدوانها على سوريا.
قال أحدهم: ماذا فعل الحوثي؟
كم إسرائيليًا قتل؟ أما جماعة العراق من حركة النجباء: أليس هؤلاء من قتلوا الشهيد صدام؟
المهم نبشوا مذكرات إيرانية ليثبتوا سوء السلوك المجوسي منذ، بل قبل فجر الإسلام!
وأبدعوا في نشر صور لغزة حيث الحياة الخصبة قبل السابع من أكتوبر ليبرزوا أي جريمة ارتكبها أبطال 7 أكتوبر بحق الشعب الفلسطيني!!
إنهم يزرعون في أذهان العرب أن الصراع هو إيراني – إسرائيلي، في لعبة مكشوفة لحذف فلسطين والصراع الفلسطيني الإسرائيلي!
اليوم يتهامس هؤلاء ممن طفوا على سطحنا في تجريم المقاومة وداعميها! وغدا سيشتمون الشهداء وقد يجرّمون من يقول القدس عربية!!
لهم سيادة على المنابر الإعلامية، ففي أكثر البرامج الحوارية، يُحضِرون أثنين من هؤلاء ليتفنّنوا في تتفيه المقاومة وداعميها، وبدلًا من الحوار والاختلاف:
يقول الثاني أؤيد ما قاله معالي الأول! فالحوار كان بين” نموذج من مخلوقات الدولة” وبين مؤيد له! يتسابقان في تتفيه المقاومة!!
لم يسأل أحد: لماذا تقتل إسرائيل قادة المقاومة وقادة من يدعمون المقاومة!!
فهمت علي جنابك؟