“بتوجيهات ملكية: إطلاق المبادرة الأردنية لدعم مبتوري الأطراف في غزة”

26 أغسطس 2024
“بتوجيهات ملكية: إطلاق المبادرة الأردنية لدعم مبتوري الأطراف في غزة”

وطنا اليوم_

بتوجيهات ملكية سامية، أُطلقت في الخدمات الطبية الملكية اليوم الاثنين المبادرة الأردنية لدعم مبتوري الأطراف في غزة “استعادة الأمل”، والتي تأتي في ظل ارتفاع أعداد الإصابات الناتجة عن الحرب في قطاع غزة إلى مستويات غير مسبوقة، مما أدى إلى زيادة عمليات بتر الأطراف المنقذة للحياة والتي تتجاوز قدرات مستشفيات غزة في التعامل مع هذه الحالات.

قال العميد الطبيب سهل الحموري، المساعد للشؤون الطبية والأقاليم: “بناءً على التوجيهات الملكية السامية، واستجابة للظروف الاستثنائية التي يواجهها الأشقاء في غزة، وبتوجيه وإشراف مباشر من القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية ومديرية الخدمات الطبية الملكية، تم اعتماد رؤية استراتيجية متكاملة إذ تم إنشاء ثلاثة مستشفيات ميدانية ومحطتين طبيتين في الأراضي الفلسطينية، توزعت لتشمل ثلاثة مواقع في الضفة الغربية، في مدن نابلس وجنين ورام الله، بالإضافة إلى مستشفيين ميدانيين في قطاع غزة، في منطقتي تل الهوا وخان يونس”.

وأضاف الحموري أنه تم الارتقاء بهذه المستشفيات لتتوافق مع المستشفيات الكبرى التابعة للقوات المسلحة الأردنية من حيث البنية التحتية والكفاءة التشغيلية.

من جانبه، قال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري: “نحن اليوم أمام مشروع جديد لدعم أهلنا في قطاع غزة، دعم متجدد من الأردنيين جميعهم للتخفيف عن مصاب قطاع غزة”، موضحًا أن المبادرة تعنى بتركيب الآلاف من الأطراف الاصطناعية، ومن المتوقع أن تشمل أكثر من 14 ألف مصاب ممن فقدوا أطرافهم. وأشار إلى أن تركيب الأطراف يستغرق ساعة واحدة فقط، مقارنة بالأطراف الاصطناعية السابقة التي كانت تحتاج إلى شهور لتأهيل وتدريب المصاب عليها بعد أخذ القياسات وتصميم الطرف الصناعي. وأضاف أن عامل الوقت كان مهمًا جدًا لأهل غزة وتم أخذه بالحسبان عند إطلاق المبادرة.

وقال أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية الدكتور حسين الشبلي: “نتحدث اليوم عن جزء من الجهد المقدم للأهل في قطاع غزة وما تقوم به المملكة خلال الفترة الحالية في ظل الأوضاع التي يمر بها القطاع”، مبينًا أن الهيئة الخيرية والقوات المسلحة تنفذ مشاريع يومية في غزة سواء من خلال البرامج الغذائية أو توفير الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفيات.

وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة الحوسبة الصحية الدكتور رامي فراج أن المبادرة تسعى للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتضررين جراء الحرب الدائرة، حيث تجاوزت نسبة الإصابات 91 ألف مصاب وأكثر من 14 ألف شخص تعرضوا للبتر. سيتم توثيق عمليات تركيب الأطراف في السجلات الطبية الإلكترونية من خلال برنامج “حكيم” وستتيح الاستشارات الإلكترونية عن بعد مع أخصائيي التأهيل في الأردن المتابعة المناسبة للمصابين. كما سيتم تزويد الأطراف الاصطناعية للطرف السفلي بجهاز استشعار لقياس مدى استخدام الطرف الاصطناعي وراحته.

وأفاد رئيس اختصاص تأهيل إصابات البتر والأطراف الاصطناعية العقيد الطبيب محمد البخيت أن المبادرة تعتمد على تقنية جديدة تسمح بتركيب طرف اصطناعي للمصاب، حيث تم تدريب فريق طبي متخصص من المركز الوطني لتأهيل إصابات البتر في مدينة الحسين الطبية على كيفية تركيب هذه الأطراف الاصطناعية الجديدة. وأشار إلى أن العاملين في الخدمات الطبية الملكية تمكنوا من تركيب أطراف صناعية لطفل من غزة يعاني من بتر ثلاثي حتى استطاع المشي في يوم واحد، وهو ما يحدث لأول مرة في العالم.

وأكد البخيت أنه تم تجهيز عيادتين متنقلتين مزودتين بجميع المعدات اللازمة لتركيب الأطراف الاصطناعية الجديدة، وسيتم إلحاق العيادتين لدعم مبتوري الأطراف مع طاقمهما، وإرسالها إلى المستشفيات الميدانية العسكرية في قطاع غزة لإجراء تركيب الأطراف الاصطناعية لمحتاجيها من جميع الأعمار في زمن قياسي ليعودوا لممارسة حياتهم الطبيعية. ومن المتوقع أن تتنقل فرق دعم مبتوري الأطراف المتنقلة إلى مستشفيات وأحياء أخرى في غزة لتركيب أكبر عدد ممكن من الأطراف الاصطناعية.

يذكر أن مبتوري الأطراف عادةً ما يقومون بإجراء من 10-12 زيارة إلى مركز الأطراف الاصطناعية قبل أن يتم تزويدهم بأطراف يمكنهم استخدامها وظيفيًا بشكل منتظم. وتستغرق هذه العملية عادةً من 3 إلى 4 أشهر بشرط أن يتمكن المرضى من الوصول إلى هذه المراكز، بخلاف هذه المبادرة التي يستطيع المريض من خلالها تركيب طرف صناعي خلال ساعة واحدة فقط ليتمكن بعدها من ممارسة حياته بشكل طبيعي.