محمد خير مامسر!

24 أغسطس 2024
محمد خير مامسر!

وطنا اليوم_في خضم فترة عصيبة شهدتها وزارة الشباب، حيث لم يأمن أي أمين عام من وزير، ولم يأمن وزير من أمين عام، جاء الدكتور محمد خير مامسر ليتولى مسؤولية الوزارة، في وقت كانت فيه التحضيرات للدورة الرياضية العربية عام 1999 في أوجها. لم يكن هذا التحدي سهلاً، فقد رفض مامسر عقد الدورة دون مشاركة العراق، وبذل جهودًا كبيرة لتحييد موقف المعارضين، خاصة الكويت، حتى نجح في مسعاه، وعُقدت الدورة بنجاح بعد أن نظم كل شيء بفاعلية.

 

يُذكر عن الدكتور مامسر أنه كان شخصية واثقة ورافضة للحلول الوسطى، حيث استقال من العديد من المناصب التي شغلها، بما في ذلك الجامعة الأردنية، وجامعة مؤتة، وإدارة النادي، وأمانة الوزارة، وحتى الوزارة نفسها. كان حازمًا في مواقفه وقراراته، يمارس سلطته في حدود مسؤولياته دون تجاوز، ويغادر إذا شعر بعدم قدرته على تحقيق ما يؤمن به.

 

عند وصوله إلى وزارة الشباب، استدعى الدكتور مامسر الأمين العام وقال له: “كل من زارني في البيت مهنئًا ليلة أمس نصحني بالتخلص من الأمين العام! وأنا أقول لك: أنا لا أخاف منك، أنت دكتور تربية، وأنا كذلك! أنا أعرف في الرياضة ما لا تعرف! لذلك: إذا عملت معي بجد، لن يحدث بيننا خلاف! وإلّا…”. كانت هذه الكلمات بداية لتعاون مثمر بين الطرفين، حيث تمكن مامسر من إقامة علاقات عمل ودية وفعالة بين اللجنة الأولمبية التي كان يديرها المرحوم عصمت الكردي، وأمانة الوزارة، ووزارة الشباب تحت قيادته.

 

كتب الدكتور مامسر كتابًا عن أربعين يومًا قضاها في وزارة الشباب، حيث كانت هذه الفترة وسيطة بين إدارات السلطنة وإدارات السذاجة. بعد مغادرته، عاد الوزراء الذين خلفوه لفتح جبهات دون كيشوتية مع الوزارة، مما يبرز تفرده في القيادة.

 

الدكتور محمد خير مامسر، رحمه الله، كان نموذجًا للوزير المتفرد في أخلاقه وأدائه وثقته بنفسه. رحمة الله عليه.