من وحي العرس الانتخاب…. عزيمةُ الكبار وتحدي الصغار. 

14 أغسطس 2024
من وحي العرس الانتخاب…. عزيمةُ الكبار وتحدي الصغار. 

وطنا اليوم_

المستشار الاعلامي / جميل القاضي

 

عندما نتحدث عن عزيمة الكبار، فإننا نتحدث عن قوة داخلية جبارة تجعل من الإنسان قادرا على المضي قدمًا رغم كل العوائق والتحديات وهؤلاء الكبار لا يتأثرون بالحقد والحسد والكراهية التي قد تُحيط بهم، لأنهم يعرفون أن مسيرتهم أعظم من أن تُعكرها محاولات الصغار لكسرهم أو عرقلتهم.

فالحقد، كما نعلم، ينشأ من ضعف النفوس وضيق الأفق، وهو سلاح الصغار في مواجهة ما لا يستطيعون فهمه أو مجاراته الا ان هذه الأسلحة التي قد تبدو حادةً وفعّالةً لأول وهلة، الا انها تتحطم أمام قوة الإرادة والإصرار التي يمتلكها الكبار فالعزيمة الحقيقية لا تنكسر أمام التحديات، بل تتعزز وتشتد صلابةً كلما زادت الضغوط وتكاثرت المحاولات الفاشلة للنيل منها.

فالمسيرة، إذن، تستمر ولا تتوقف عند كل عقبة أو تحدٍ، ولا تنظر خلفها إلى ما تركته من أحقاد وضغائن. هذه المسيرة تتطلع دائمًا إلى الأمام، إلى أهداف أكبر وأسمى ، فالكبار يعرفون أن كل خطوة في طريقهم تُقربهم أكثر إلى تحقيق أحلامهم، وأن تلك الأحلام لا يمكن أن تتحقق إلا بالصبر والعزيمة والتغلب على كل المعوقات.

أن الحقد والكراهية لن تغير شيئا في مسيرة الكبار بل عكس ذلك ،فهي قد تكون حافزا إضافيا للمضي قدما، لإثبات أن العظمة لا تُنال بسهولة، وأن من أراد أن يكون كبيرًا عليه أن يواجه تحديات الصغار بإصرار وثبات.

 

عندما نتأمل في سير العظماء على مر التاريخ، نرى كيف تحولت مؤامرات الأعداء وصغائرهم إلى حجر أساس في بناء إنجازاتهم ، فالشخصيات القوية لا تنكسر بسهولة، بل تستفيد من كل تجربة مهما كانت مريرة لتزيد من عزيمتها وصلابتها ، وهذه الصعاب تُعلِّم الكبار دروسا لا تُقدَّر بثمن، تعزز من حكمتهم وتعمق من رؤيتهم للمستقبل.

 

ومن هنا، لا يجب أن يُنظر إلى حقد الصغار إلا باعتباره أمرا طبيعيا لا يستدعي القلق أو الخوف، بل يجب أن يُستغل كوقود يدفع المسيرة إلى الأمام ففي النهاية، الحقد ليس إلا رد فعل على النجاح والتميز، وهو دليل على أن الكبار يسيرون في الطريق الصحيح.

في هذه الرحلة المستمرة، يبقى الكبار أوفياء لمبادئهم، مركزين على أهدافهم، غير متأثرين بما يحاول الصغار زرعه من عقبات ، لأنهم يعرفون أن القمم تُعانق فقط بالثبات والصبر، وأن التاريخ يكتب بأقلام العظماء، لا بحبر الحاقدين.

تستمر المسيرة، إذن، لتُثبت في كل مرة أن عزيمة الكبار لا تُكسر، وأن تلك العزيمة هي التي تصنع التاريخ، وتكتب قصص النجاح التي تُلهم الأجيال القادمة ، ولعل أكبر دليل على ذلك، أن الحقد الذي يسعى لكسرهم، هو نفسه ما يدفعهم للمضي قدمًا نحو تحقيق المزيد من الإنجازات التي تبقى شاهدة على عظمة مسيرتهم.