أحمد الخوالدة
الأردن مستهدف بكيانه ومشروعه ووجوده، ولا يزال الأردن يدفع ثمن موقفه الصلب الرافض لصفقة القرن، ويدفع كذلك ثمن دعمه لصمود الشعب الفلسطيني الشقيق وحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، والتمسك بحل الدولتين كحل عادل وشامل للسلام في المنطقة كلها. وكان الأردن الدولة العربية والإسلامية الوحيدة التي لم تفصل القضية الفلسطينية عن مسار علاقاتها الدولية. الأردن لم يوقع اتفاقية السلام مع العدو الصهيوني إلا بعد توقيع “الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني” منظمة التحرير الفلسطينية على معاهدة أوسلو وما لحقها من اتفاقيات بين الجانبين.
استشهد ملكنا المؤسس على باب المسجد الأقصى، ومن بعدها حدثت ما يقارب العشرين محاولة اغتيال للحسين -طيب الله ثراه- والتضييق الاقتصادي على الأردن في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني. فقد تركنا الجميع وحيدين في الساحة، ولم ولن يرضخ الأردن لكل هذه الضغوطات بل يبقى صامدًا محاربًا ومدافعًا عن موقفه وكيانه ومشروعه.
“لا من أعداء الدار لكن من أفعى في قلب الدار”
هذه المؤامرات الخارجية مفهومة ويمكن استيعابها في إطار المنافع المتبادلة بين القوى في الإقليم، لكن ما لا نستطيع استيعابه أو فهمه أن نرى من في الداخل يتآمرون على وطنهم وأهلهم مع الخارج. يرون الأردن جزءًا من مشروع ولا يؤمنون بالدولة الوطنية ومشروعها، ويريدون تغيير شكلها الذي نعرفه إلى شكل آخر تمامًا مغاير للأردن الذي نحب ونعشق. مقابل ماذا كل هذا؟ حفنة من الدولارات ونفوذ وسلطة؟
يا سادة، افهموا هذا: الأردن وطن وليس ترانزيت، وساحة نلعب فيها. هذا وطن، بحجم بعض الورد إلا إنه شوكة ردت إلى الشرق الصبا. لن نكون جزءًا من أي مشروع في المنطقة وساحة حرب كما يريد البعض، لأننا ببساطة كأردنيين نؤمن بدولتنا الوطنية ومشروعها. ولا نملك سوى هذا الوطن. أجدادنا ولدوا هنا ودُفنوا، ونحن وآباؤنا ولدنا هنا وسندفن هنا، وأبناؤنا وأحفادنا سيولدون هنا ويدفنون هنا أيضًا.