قراءة أولية للمشهد الانتخابي الأردني مع انطلاق الدعاية الانتخابية

10 أغسطس 2024
قراءة أولية للمشهد الانتخابي الأردني مع انطلاق الدعاية الانتخابية

وطنا اليوم_

مع دخول الانتخابات النيابية في الأردن مرحلة الدعاية الانتخابية، أصبح المشهد الانتخابي محور النقاش في جميع الأوساط. يتضح من الحملات والمنافسات المحتدمة بين الأحزاب الناشئة أن هذه الأخيرة تسعى جاهدة لتقاسم “الكعكة النيابية” والوصول إلى تشكيل الحكومة البرلمانية الموعودة.

 

السمة البارزة في نشاط هذه الأحزاب كانت استعراض القوة وإظهار القواعد الشعبية، في محاولة لتشكيل انطباعات إيجابية تبرر المكاسب المتوقعة من المقاعد الانتخابية، في ظل نتائج تبدو محسومة مسبقاً وفقاً لرؤية معدة من قبل “مهندسي” العملية الانتخابية.

 

إليكم بعض الملاحظات الأولية:

 

*** **نواب سابقون مرشحون حاليون:**

انتشرت صور العديد من النواب السابقين الذين يترشحون مجدداً في العاصمة عمان بشكل لافت، مما يثير تساؤلات حول غيابهم الإعلامي والشعبي طوال السنوات الأربع الماضية. لماذا اختاروا الابتعاد التام خلال فترة نيابتهم، بينما الآن يظهرون في كل مناسبة، سواء كانت جاهة، عطوة، عرس، عزاء، أو حتى طهور؟

**الخلاصة:** يبدو أن هؤلاء المرشحين يعتقدون أن إغراق عمان بصورهم كفيل بمحو الصورة السلبية التي تشكلت عنهم وإعادة بناء شعبيتهم. كما يظنون أن هذا الاستعراض يعكس حجم دعمهم وقوتهم في المجتمع، وأنه سيضمن لهم الفوز مرة أخرى. ولكن هذا التضليل لن ينجح في خداع الناس، ولن يمنح الشرعية للعملية الانتخابية المتوقعة.

 

*** **أحد الأحزاب البارزة:**

أحد الأحزاب التي قدمت نفسها كالأكثر حظاً في الانتخابات تعرض لهزات مبكرة بسبب أخطاء جسيمة ارتكبها أمينه العام، إضافة إلى ضغوط خارجية أثرت على شعبيته. هذا أدى إلى تراجع الزخم الكبير الذي صاحب تأسيس الحزب، وكشف عن هشاشته فور رفع الغطاء عنه.

**الخلاصة:** هذا الحزب فقد الكثير من هالته المصطنعة التي ساهمت بعض وسائل الإعلام في ترويجها للرأي العام.

 

*** **مشاركة رمزية لأحزاب صغيرة:**

تشير المعطيات إلى أن حوالي عشرين حزباً يدركون جيداً أن مشاركتهم في هذه الانتخابات رمزية أكثر منها جدية، حيث أن فرصهم في الحصول على أكثر من مقعد واحد ضئيلة للغاية. ورغم ذلك، تستمر هذه الأحزاب في المشاركة، لتؤدي دوراً شكلياً في عملية انتخابية تفتقر للحماس الحقيقي الذي لا يمكن أن يتولد إلا بوجود قناعة راسخة بإمكانية التغيير والإصلاح.

 

*** **التساؤلات حول ترشيحات الأحزاب:**

ما الذي يمكن استنتاجه عند مراجعة ترشيحات الأحزاب للقوائم العامة؟ كيف سيبدو مجلس النواب القادم؟ وما الذي سيتغير؟ الإجابة على هذه الأسئلة قد تدفع الكثيرين للعزوف عن المشاركة في هذه “المسرحية الانتخابية”.

 

*** **غياب غزة والحقوق عن الشعارات الانتخابية:**

السؤال الأبرز: لماذا غابت غزة تماماً عن شعارات وعناوين الأحزاب والقوائم المحلية؟ من أوهمهم بأن الناس في الأردن يهتمون بشيء آخر أكثر من فلسطين وما يجري فيها من مجازر؟ لماذا تنازل الجميع عن الحديث في الملف الوطني الأهم؟ ومن أقنعهم بأن نجاحهم في الانتخابات لا يعتمد على دعم غزة وفلسطين؟ وماذا عن ملف المعتقلين والحقوق والحريات؟ لماذا اختفت هذه القضايا تماماً من شعارات المرشحين ويافطاتهم التي ملأت شوارع مدننا وقرانا؟ ما الذي يعبر عنه هؤلاء المرشحون، وما هي برامجهم في ظل هذا الصمت؟

 

هذه مجرد ملاحظات أولية، وفي الأيام القادمة سنتعمق أكثر في تفاصيل العملية الانتخابية، ونلقي الضوء على كل حزب على حدة، مستعرضين خياراتهم وبرامجهم الانتخابية بعيداً عن الزيف والتجميل.