بقلم: د. ذوقان عبيدات
حين تضع العربة أمام الحصان، يصبح السير بالمقلوب، والمقلوبات عندنا عديدة جدًا؛ لا أقصد بالباذنجان، والزهرة، والبطاطا، واللحمة، والدجاج، هذه أنواع معروفة!
ولا أقصد مقلوبات مصطفى السكران شاعر إربد المزامن لعرار حين كتب قصيدة:
زمان الشقلبة! ولا حيدر محمود حين قال:
هذا زمن قاع الأشياء المقلوبة فيه أصبح قمة!
ولا أقصد:
عفّ الصفا يا مصطفى
وعلت ظهور الخيل شرُّ فرسان!
فأنا لست متشائمًا بتلك الدرجات!
ولكني ألحظ تناقضات ومقلوبات طفت على السطح مؤخرًا، عسى أن نرى من يصححها، أو من يوقفها!
(01)
قوائم انتخابية!
لا نكاد ندري هل هي قوائم، أو قواعد!
وكيف تشكلت القوائم من دون قواعد!
ولا كيف تشكلت القواعد بعد قوائم أو دونها!
لم نعد نقول أحزابًا أو غير أحزاب!
فلغاية الآن لم نسمع بقائمة انتخابية تشكلت بموجب بيان انتخابي!
أو برنامج عمل! أو حتى بسم الله!!
فالقوائم غير الحزبية كما الحزبية تشكلت بالمقلوب!
ولا أدري كيف ستجرؤ قائمة على طلب “يد” مواطن؟؟
(02)
ما فعله غسيل الدماغ الصهيوني!
ما إن توالت نكسات استشهاد قادة المقاومة من حماس وحزب الله، حتى انطلقت حملات متزامنة أيضًا:
حملة تأنيب لحماس على ما فعلته من “إحياء” لأمة كادت تهلك!
وحملة شتم غير مسبوقة على “العدو” الإيراني المجوسي الرافضي! وأذرعه اللعينة في اليمن ولبنان!
ومن يتابع يرى كم تعليقًا لدعم المقاومة، وكم ألف تعليق لشتمها – بأساليب متنوعة!!
لم يتحدثوا عمّا يجب فعله مع العدو، بل عن عدو وهمي أرادته إسرائيل بديلًا لها!
فهي من دون خجل أعلنت ذلك!!
ونحن كقطيع رددنا وراءها ذلك!
إنه عدو بالمقلوب!!
يغضب مني بعضهم حين أقول:
نحتاج إلى تفكير ناقد يخرجنا من أساليب التضليل الإعلامي وغير الإعلامي!
لم يتهم أحد تخاذلنا، بل اتهموا صمود المقاومة ونواياها!!
فهمت عليّ “هاي” المرة؟