وطنا اليوم : تعاني وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” من عجز مالي في ميزانيتها العامة للعام الحالي يبلغ نحو 130 مليون دولار، في الوقت الذي وصف فيه مفوض الوكالة الوضع المالي بأنه “خطير”.
وقالت المتحدثة باسم الوكالة الأممية تمارا الرفاعي، الجمعة، إن “أونروا” تبحث عن نحو 130 مليون لتغطية البرامج المدرجة في الميزانية العامة .
وأوضحت أن قيمة “الميزانية البرامجية أو الميزانية العامة” هي 806 ملايين دولار، يضاف إليها ميزانية للمساعدات الطارئة في سوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة، وميزانية للاستجابة لجائحة فيروس كورونا المستجد.
نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، قال الخميس خلال الحوار الاستراتيجي الوزاري الثالث لحشد الدعم للوكالة، إن أونروا “تواجه عجزا ماليا خطرا ينذر بتبعات كارثية على اللاجئين الفلسطينيين، إذا لم يتم سداده قبل نفاد المخصصات المالية لدى الوكالة، خصوصاً في ظل ما تفرضه تبعات أزمة جائحة كورونا”.
الرفاعي أشارت إلى أن كل الجهود تصب مبدئيا في محاولات تأمين التمويل، والتوجه خصوصا إلى دول الخليج العربي.
وتبرعت السعودية بمبلغ 25 مليون دولار منذ أسبوعين، وهو الجزء الأول من إعلان السعودية عن دعم قدره 50 مليون دولار، وفق الرفاعي.
الصفدي تحدث الخميس عن تقديم الكويت والمملكة المتحدة ما مجموعة 23 مليون دولار أميركي دعما ماليا إضافياً عاجلا للوكالة لتمكينها من الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية في مناطق عملياتها الخمسة.
تحديد الأولويات
المتحدثة باسم الوكالة تحدثت عن أولوية المفوض العام لـ”أونروا” فيليب لازاريني المتمثلة في استمرار جميع البرامج وتأمين مرتبات جميع العاملين في الوكالة.
لازاريني توجه مؤخرا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلى جامعة الدول العربية طالبا دعما ماليا للوكالة يتناسب مع التفويض الممنوح لها للعمل لمصلحة اللاجئين الفلسطينيين، وفق الرفاعي.
في حال عدم توافر الدعم، فسيضطر المفوض العام لازاريني إلى التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تمنح الوكالة تفويضها، ليطلب من الدول الأعضاء أن تحدد له الأولويات التي سوف يشملها دعمهم المالي، بحسب المتحدثة باسم الوكالة.
الوكالة الأممية أعلنت مطلع العام الحالي أن ميزانيتها في مناطق عملياتها الخمسة تبلغ 1.4 مليار دولار، ثم أطلقت مناشدة عاجلة محدثة استجابة لجائحة كورونا للحصول على 93.4 مليون دولار للفترة الممتدة من آذار/مارس، إلى تموز/يوليو.
وأتبعت الأمر بمناشدة أخرى للحصول على 94.6 مليون دولار للتخفيف من الآثار الأشد سوءا لجائحة كورونا لتغطية تمويل الخدمات المخصصة من شهر أيلول/ سبتمبر الحالي، وحتى كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
“التزام متعدد السنوات”
الصفدي أعلن الخميس، أن سلسلة الحوارات التي عقدتها مجموعة ستوكهولم أفضت، للمرة الأولى في تاريخ الوكالة، إلى اعتماد موازنة لعامين اثنين بدلاً من عام واحد، مما “يسهم في ضمان دعم متعدد السنوات ومستدام للوكالة”، فيما شدد لازاريني على الحاجة إلى تحقيق تمويل مستدام يستهدف سنوات عدة.
واتفق المشاركون في الحوار الاستراتيجي على عقد مؤتمر دولي للمانحين بداية العام 2021 من أجل دعم ضمان استمرار الدعم المالي للوكالة، وقال الصفدي إن مؤتمر المانحين “خطوة مهمة” في إطار الدعم الدولي السياسي والمالي للوكالة.
الرفاعي رأت أن “المؤتمر سيقدم رؤية وخطة الوكالة على المدى المتوسط والطويل، وسوف يدعو المانحين إلى الالتزام متعدد السنوات أيضا”.
وتأسست “أونروا” كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لنحو 5.6 مليون لاجئ من فلسطين مسجلين لديها.
وتُقدم “أونروا” المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وتشمل خدمات “أونروا” التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.