مشروع إسرائيلي لإقامة أضخم مبنى تهويدي أسفل ساحة البراق

28 يناير 2021
مشروع إسرائيلي لإقامة أضخم مبنى تهويدي أسفل ساحة البراق

وطنا اليوم:كشف باحث في شؤون القدس عن مشروع إسرائيلي جديد لإقامة أضخم مبنى تهويدي أسفل ساحة البراق الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، سيستخدم لأداء المستوطنين المتطرفين واليهود طقوسهم وصلواتهم التلمودية فيه.
ومنذ بداية العام الجاري، بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ أعمال حفر جديدة في ساحة البراق، ضمن مشروع استكمال تهويدها، الأمر الذي حذرت منه دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة.
وساحة البراق هي جزء من المسجد الأقصى، وتعتبر من أشهر معالم مدينة القدس، سيطر عليها الاحتلال بعد احتلاله المدينة عام 1967، ويسعى إلى تهويدها بالكامل وتزوير هويتها الإسلامية.

مخطط خطير

وعن تفاصيل المشروع الجديد، يقول الباحث فخري أبو دياب لوكالة “صفا” إن الحفريات التي تجريها سلطات الاحتلال أسفل ساحة البراق كشفت عن مخطط لبناء مبنى تهويدي ضخم على مساحة ألف متر مربع لإقامة المستوطنين شعائرهم التلمودية فيه.
ويوضح أن هذا المبنى سيتم ربطه من الناحية الجنوبية بـ”نفق الحجاج” أسفل حي وادي حلوة، والذي افتتحه سلطات الاحتلال العام الماضي، ومن ثم مع أنفاق بلدة سلوان، ونفق آخر يؤدي إلى ما يسمى “مطاهر الهيكل” مرورًا بـ “مدينة داوود” وصولًا لمتحف توراتي في سلوان.
ومن الناحية الشمالية، سيتم ربط المبنى الجديد مع النفق الذي يمر أسفل أبواب (السلسلة، الحديد، الناظر، والغوانمة)، وصولًا إلى نفق المدرسة العمرية شمالي المسجد الأقصى.
ويشير إلى أن المسوحات التي أجرتها سلطات الاحتلال مؤخرًا في ساحات الأقصى تتعلق بقضية إقامة المبنى التهويدي الجديد.
وفي 13 كانون ثاني/ يناير الجاري، أجرت طواقم مسح إسرائيلية بحماية شرطة الاحتلال مزودة بمعدات خاصة، أعمال مسح هندسي وتصوير وأخذ قياسات في ساحات المسجد الأقصى، وصحن قبة الصخرة المشرفة، في خطوة وصفها مقدسيون بالخطيرة.

مدينة يهودية

ويضيف أبو دياب أن المنطقة المستهدفة بالحفريات أسفل البراق مليئة بالآثار الإسلامية، التي تعود للعهد العثماني والمملوكي، وللفترة البيزنطية، سيعمل الاحتلال على هدمها لإقامة المبنى التهويدي، بالإضافة إلى إقامة أنابيب ضخمة ومراوح للتهوية والإضاءة.
ووفق المشروع، سيتم ربط المبنى فوق الأرض بمحطة القطار الهوائي لتأمين نزول الركاب الإسرائيليين والمستوطنين والزوار الأجانب وصعودهم.
ورصدت حكومة الاحتلال 250 مليون شيكل لأجل تنفيذ هذا المشروع الضخم، والذي تشرف عليه عدة مؤسسات إسرائيلية، مثل ما تسمى “سلطة الآثار الإسرائيلية”، و”وزارة الأديان”، و”قسم وقف حائط البراق”، بالإضافة إلى جمعيات استيطانية، ومجموعة من أثرياء اليهود في العالم.
ويبين أن سلطات الاحتلال عملت على استخراج الكثير من الأتربة والصخور من المنطقة بفعل الحفريات، ليتم تجييرها كي تدلل على وجود “الهيكل” المزعوم وحضارة يهودية منذ آلاف السنين، ولتحاكي روايات إسرائيلية مزورة.
ويلفت إلى أن طواقم الاحتلال العاملة بالمشروع تقوم بتدعيم باحة البراق، حتى لا تنهار جراء أعمال الحفر التي تجري بالمنطقة بواسطة عشرات الشاحنات وجرافة وآليات ضخمة وحفار كبير، لإقامة المبنى التهويدي، الذي سيتسع لآلاف المستوطنين والزوار اليهود.
ويحاول الاحتلال من خلال إقامة هذا المبنى، إيجاد مدينة يهودية مصغرة تحاكي “مدينة داوود” حسب الوصف التوراتي، وربطها مع الأنفاق أسفل الأقصى، بهدف الترويج للروايات التلمودية تحت الأرض، ولإيهام اليهود والمستوطنين كأنهم يعيشون “فترة وجود الهيكل”، من خلال غسل أدمغتهم، ومحاكاة أساطير مزورة.

مخاطر كارثية

وبنظر أبو دياب، فإن للاحتلال أهداف أيديولوجية وسياسية وراء تنفيذ المشروع التهويدي، تتجسد في طمس وتدمير الآثار والحضارة والتاريخ العربي الإسلامي، وتشويه معالم المسجد الأقصى وساحة البراق التي تشكل أهمية خاصة لدى المسلمين.
ويعتبر هذا المشروع من أخطر المشاريع الإسرائيلية التي ستقام على أساسات الأقصى وتحت الأرض، وستودي إلى انهيارها وزعزعتها.
وبهذا الصدد، يقول الباحث في شؤون القدس إن التأثير سيكون كبيرًا على السور الغربي وجزء من السور الجنوبي للأقصى، وعلى بقية الساحات الغربية، نظرًا لاستمرار الحفريات في المنطقة، والتي ستصل بشكل واضح إلى أسفل المسجد المبارك.
ويضيف أن الأثار ستكون كارثية أيضًا على التاريخ والتراث والحضارة، وصولًا إلى تغيير واقع المسجد الأقصى التاريخي، وفرض وقائع جديدة، وربما قد تؤدي لهدمه.
ويؤكد ضرورة تدخل الجهات المعنية كافة والمؤسسات الدولية بشكل عاجل لأجل وقف الحفريات بالأقصى، ومنع إقامة المشروع التهويدي الخطير أسفل ساحة البراق، والعمل على حماية الآثار الفلسطينية الإسلامية.
وكان الأردن طالب “إسرائيل” بوقف فوري لأعمال الحفريات في ساحة البراق، والالتزام بالقانون الدولي والتوقف عن “المساس بهوية البلدة القديمة في القدس أو تغيير طابعها”.