وطنا اليوم_محمد ملكاوي_تشكل الديمقراطية الحديثة ساحةً معقدة من التنافسات والصراعات، حيث تسعى الأحزاب السياسية للوصول إلى البرلمان لتمثيل مصالحها وتوجهاتها.
وفي نفس السياق، يظهر صراع داخلي بين أعضاء الأحزاب أنفسهم، حيث يتنافسون على ترأس القوائم الحزبية والحصول على مواقع قيادية داخل الحزب.
و تواجه الأحزاب السياسية أزمة حادة في تشكيل قوائمها الانتخابية للانتخابات النيابية المقررة في العاشر من سبتمبر المقبل، مع تصاعد الخلافات والصراعات الداخلية بشكل غير مسبوق.
أفادت مصادر مطلعة بأن معظم الأحزاب السياسية تعمدت تأجيل إعلان قوائمها الانتخابية لتجنب تفجير الصراعات الداخلية في وقت مبكر. الأمناء العامون للأحزاب يواجهون ضغوطاً هائلة من قبل النافذين والممولين داخل الحزب، الذين يسعون بكل قوة لفرض أنفسهم أو الشخصيات الموالية لهم على القوائم الانتخابية.
هذه الضغوط تتسبب في انشقاقات واستقالات بالجملة، وتضع الأحزاب على صفيح ساخن مع اقتراب موعد الانتخابات. الأمناء العامون يجدون أنفسهم في موقف صعب، حيث يحاولون جاهدين التوفيق بين الأطراف المتنازعة داخل الحزب لتجنب الانهيار الداخلي، ما قد يؤدي إلى تراجع شعبية الحزب وفقدان فرصه في الانتخابات المقبلة.
التعامل بحذر شديد أصبح السمة البارزة للأمناء العامين، إذ أن أي قرار خاطئ قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في شعبيتهم وحملاتهم الانتخابية. ومع ذلك، يبدو أن محاولة إرضاء الجميع ليست حلاً مستداماً، ما يطرح التساؤل حول مدى قدرة الأمناء العامين على الاستمرار في هذه السياسة المرهقة، ومتى ستصل الأمور إلى نقطة الانفجار المحتومة.
فهل ستتمكن الأحزاب من الصمود أمام هذه التحديات أم أن الصراعات الداخلية ستقضي على آمالها في الانتخابات المقبلة؟