الناخب ما بين تجاذبات الإختيار ومدى ثقته بدور المجلس

28 يونيو 2024
الناخب ما بين تجاذبات الإختيار ومدى ثقته بدور المجلس

وطنا نيوز/ بقلم د. فاطمة عطيات

 

المشهد الانتخابي يحتل المكانة الأولى في اهتمامات الناس: قراءة في نماذج الناخبين الأردنيين

 

المشهد الانتخابي يحتل المكانة الأولى في اهتمامات الناس وتفكيرهم وأحاديثهم وتوجهاتهم. وفي هذا الإطار، تشهد الصالونات السياسية والاجتماعية وجلسات العشائر والعائلات والأصدقاء أحاديث كلها تصب في انتخابات الأردن لمجلس النواب العشرين لعام 2024.

 

الحديث يدور في سياق يضم الناخب والمرشح ونتيجة هذه العلاقة السياسية والاجتماعية، والنتائج المتوقعة من هذه العلاقة الجدلية، وأين تصب مخرجاتها على مجلس النواب القادم وهل ستكون هناك فرصة لإعادة الثقة والتغيير. ولمزيد من التفصيلات، لا بد أن نسلم جميعًا بأن المواطن الأردني بكل أطيافه يعيش حالة من الإحباط المشوبة بتحديات الحياة (الفردية والعائلية) وأثقالها، وتحديات سياسية اقتصادية وجودية ثقيلة في ظروف حرب غزة والشعور بعدم الأمان في بيئة ملتهبة تبعث على مزيد من الألم وعدم الرغبة في الانخراط في الحياة على وجه العموم.

 

وأمام هذه التحديات السياسية والاجتماعية، لا بد لنا من الاعتراف بأنها شكلت حالة وجدانية سلبية لدى الناخب الأردني وأفرزت نماذج من الناخبين على النحو التالي:

 

1. **نموذج قرر عدم المشاركة**: هذا النموذج فقد الثقة في كل ما يحيط به من أشخاص وقيم ومضامين، فاختار عدم المشاركة في الاقتراع. وهذا خطأ كبير لأن سلبيته ستقود الآخرين إلى اختيارات قد لا تكون في صالح إعادة الثقة بسلطتنا التشريعية واستغلال الفراغ السياسي وفرصة الإصلاح والتغيير.

 

2. **النموذج المعتدل**: يمتلك جاهزية عالية في مستوى الوعي والإدراك ويصمم على الاقتراع ومنح صوته لمن يستحق، مما قد يعيد الألق للسلطة التشريعية ويعزز الثقة في النائب ودوره السياسي والاجتماعي (التشريع والرقابة).

 

3. **النموذج المستفيد**: يبحث عن حلول لمشاكله العائلية والاقتصادية ويعتبر الانتخابات فرصته في حلها، مما يدفعه لمقايضة صوته مع المرشحين لتحقيق مصالحه الخاصة.

 

4. **النموذج الأناني المستغل**: يفاوض على صوته مقابل المال الأسود من المرشحين، مما يزيد من الفساد الأخلاقي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي ويضعف مجلس النواب في ممارسة أدواره الحقيقية.

 

5. **النموذج المتأرجح**: يتردد بين الولاء للعشيرة وابن العم والحزب المنتمي له والمجاملات الاجتماعية، مما يجعله غير قادر على اختيار المرشح المناسب بوضوح.

 

6. **النموذج الباحث عن الحقيقة**: يشعر بالحيرة والغموض إزاء كل المعطيات المتاحة أمامه، فينتمي للعائلة والعشيرة ويتمنى المشاركة في إنجاح التجربة الحزبية الجديدة، لكنه لا يملك خيارًا عقليًا حاسمًا.

 

التحليل لهذه النماذج ومعطياتها يظهر انقسامات وتنافسات وصراعات تؤثر على المشهد الانتخابي. لهذا، أدعو الجميع للتصويت أولًا، وثانيًا أوصيهم بتقوى الله في وطننا الحبيب الأردن، لاستغلال الفرصة التي منحتها لنا قيادتنا الحكيمة لإعادة خلق مجلس نيابي قادر على مواجهة التحديات الكبيرة وغرس نبته جديدة في علاقة الثقة بين المواطن الأردني ومجلس نوابه القادم.

 

**وطني الأردني سيظل الحر القوي الذي لا تزعزعه الرياح، في ظل مسيرة وطنية راقية بقيادة وطنية حكيمة وشفافة.**