وطنا اليوم _في ظل الفوضى السياسية التي اجتاحت “مراكز” صنع القرار، والعواصم المؤثرة في العالم، بعد أحداث السابع من أكتوبر العام الماضي، وانفلات “عقل” دولة الاحتلال و”دوران” آلة القتل والتدمير الصهيونية، كان لا بد من حراك سياسي دبلوماسي فاعل ومؤثر لضبط المشهد السياسي العالمي، و”إفهام” العالم أن هناك سردية أخرى، ورواية مغايرة لرواية الاحتلال، فالحقيقة غائبة، أو مُغيّبة بفعل فاعل، ولا بد أن يعرف العالم أصل الحكاية.
هنا، برز الدور الأردني الفاعل والمؤثر والذي يقوم أساساً على “ضمير” علاقة المصير المشترك والدم “الواحد” بين الضفتين، ودارت عجلة الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي شد الرحال ليحط في كل عاصمة ومدينة مؤثرة، وبدأ الخطاب الأردني يلف العالم.
شيئاً فشيئاً، بدأت “العُقد” تتفكفك، وبتنا نسمع تصريحات مغايرة في عديد العواصم، حتى المصطلحات تغيرت، والمفاهيم “تعدّلت”.
هذه كلها أكدت بأن عمان، ومنذ بدء العدوان على أهلنا في غزة، ومن ثم تمدد الاعتداءات إلى الضفة الغربية، لا سيما من قطعان المستوطنين، كانت – أي عمان – صوت فلسطين الحقيقي، ورافعة سياسية لـ “القضية”، ومن هنا، فإنه لم يكن من الغريب بمكان أن نرى بياناً “وازناً متزناً” يصدر عن “الكبار”، مجموعة السبع، يؤكد على إدانة عنف المستوطنين في الضفة الغربية، ويؤيد حل الدولتين، فمشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني في قمة المجموعة، وإلقائه لخطاب أعاد فيه التأكيد على ثوابت الأردن تجاه فلسطين، والحراك الذي قاده جلالته في القمة، أفضى إلى هذه النتائج التي لطالما كانت عنوان دبلوماسية عمان، فعنف المسوطنين يهدف إلى تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية من أرضهم، وهذا “خط أحمر” كما أكد جلالته في كل مناسبة، وحل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان أمن واستقرار المنطقة، بل والسلم العالمي، وهذا أيضا عنوان الدبلوماسية الأردنية.
الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، وبإسناد ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، لم يكِل، ولن يمِل، في حمل “هم فلسطين وأهلها، فهي “قضية أردنية هاشمية”، ولن تنزل عن “الأكتاف” إلى أن يتحقق وعد الله المكتوب.