*إنهم يقرأون التاريخ جيداً*

30 أبريل 2024
*إنهم يقرأون التاريخ جيداً*

د جميل الشقيرات

تحية إجلال وإكبار وتقدير واحترام وإعجاب لطلاب الجامعات الأمريكية الذين اطلقوا شرارة الاحتجاجات في أمريكا ضد جرائم الكيان المحتل.
أن المطالب التي يطرحها هؤلاء الطلبة هي مطالب كل شعوب العالم بشكل عام والمؤتمرات العربية بشكل خاص والتي تتمثل بوقف الحرب على غزة وإنقاذ ما تبقى من أهلها بعد جرائم الإبادة الجماعية، ومطالبة أمريكا بإيقاف الدعم المادي والعسكري للكيان الصهيوني ومنح الشعب الفلسطيني حريتة في تقرير مصيرة وعيشه على ارضة بسلام .
لقد كشفت هذه الاحتجاجات كما سبقتها حرب غزة بذلك أكذوبة أن أمريكا هي مهد الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وأن ما يهم أمريكا فقط هو مصالحها وشهوة السيطرة والهيمنة على العالم واتضح بما لا يدع مجالا للشك أن كل ما تتشدق به أمريكا من حمايتها لحقوق الإنسان هو محض كذب وزيف وخداع فقد انهالت التهم على الطلبة مثل معاداة السامية والإرهاب والكراهية والاعتداء على الممتلكات العامة ومخالفة القوانين ووشيطنتهم وممارسة العنف والاعتقالات ضدهم وطردهم من جامعاتهم.
إننا نُحيي هؤلاء الطلاب وإنسانيتهم الباهرة وضمائرهم الحية وقلوبهم النابضة بالحب والسلام والخير وقد أوجعهم ما يحدث في غزة حيث الإبادة الجماعية والدمار الشامل والخراب والحقد الأعمى والرغبة المتوحشة في الانتقام والثأر وارتكاب جرائم الحرب وانتشار المقابر الجماعية واستخدام سلاح التجويع وأن العالم يتفرج دون خجل على هذه الجرائم التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا والعار سوف يلاحق كل من ساند هذه الحرب وكل من صمت ولم يقف ضدها ولو بالقلب كأضعف الإيمان
لقد أزعج هؤلاء الطلاب هذا الصمت الرسمي العالمي وعجز الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية غير القادرة على تطبيق الأحكام التي تصدرها ضد إسرائيل وهي الدولة المارقة المتمردة على القوانين الدولية والإنسانية والأعراف والقيم والمبادئ مما حرك ضمائرهم للقيام بهذه الاحتجاجات العظيمة.
شكرًا لطلاب الجامعات في أمريكا وغيرها من الجامعات، وشكرًا لكل من انتفض رفضًا للإرهاب الإسرائيلي وغطرسة أمريكا، شكرًا لكل من انتفض ضد كل هذا التخاذل والصمت والعجز .
لكم ترفع القبعات أيها النبلاء وقلاع المعرفة طلاب الجامعات في أمريكا لأنكم تقراون التاريخ جيداً فما غابت عنكم فيتنام ولا جنوب افريقيا وها انتم توقضون العالم من سباتة نحو فلسطين وقضيتها العادلة.