وطنا اليوم_بقلم : م. رائد الصعوب
في قلب المملكة الأردنية الهاشمية، حيث الأرض تزخر بكنوز لا تقدر بثمن، تبرز شركة مناجم الفوسفات الأردنية كعملاق صناعي ينير دروب التنمية والتقدم الاقتصادي. لطالما كانت الفوسفات، أو كما أحب أن أسميها “الذهب الأبيض”، ركيزة أساسية في صناعاتنا الوطنية، واليوم تشهد تجليات جديدة تعكس عبقرية ونجاحات هذه الشركة المميزة.
في الاجتماع العادي السبعين للهيئة العامة، الذي تميز بحضور يعكس الثقة والالتزام من قبل المساهمين، تم انتخاب الدكتور محمد الذنيبات رئيسًا لمجلس الإدارة لأربع سنوات قادمة. تحت قيادته، وبنسبة حضور مساهمين وصلت إلى 95.15%، تمت المصادقة على خطط تبشر بمستقبل مزدهر وتوزيع أرباح نقدية بنسبة هائلة تصل إلى 130%، وهو ما يعد تعبيرًا حقيقيًا عن قوة الأداء والثقة في الاستراتيجية المتبعة.
لكن الأرقام لا تكفي وحدها لسرد قصة النجاح هذه. تجاوزت الشركة التحديات المتلاحقة بتحويلها إلى فرص، فقد أعلن الدكتور الذنيبات عن زيادة الإنفاق على المشاريع الرأسمالية بنسبة مذهلة قدرها 167% مقارنة بالعام الماضي. هذه السياسة لم تسهم فقط في تحسين جودة الإنتاج، بل أيضًا في تعزيز مكانة الشركة على خريطة الصناعة العالمية، حيث حصلت على عدة جوائز محلية وإقليمية وعالمية تعكس التزامها بالمعايير العالمية للجودة والابتكار.
في سياق التوسع والنمو، تستثمر الشركة بكثافة في مجموعة متنوعة من المشاريع التي تعد بتحويل مشهد الصناعة الوطنية. من إنشاء مصانع جديدة لإنتاج حامض الفوسفوريك بالشراكة مع مستثمرين دوليين، إلى توسعات في مجمعات الإنتاج الصناعية، كل هذه الخطوات تشير إلى نهج استراتيجي يهدف إلى تعزيز الأداء الاقتصادي للمملكة وتقوية صادراتها.
وفي النهاية، تعد شركة مناجم الفوسفات الأردنية ليست فقط محركًا للنمو الاقتصادي، بل أيضًا قوة دافعة للتقدم الاجتماعي والمجتمعي. من خلال دعمها للتعليم والصحة والبيئة، تلعب دورًا فعالًا في تحسين جودة حياة الأردنيين وتعزيز النسيج الاجتماعي للمملكة. لذا، نحن لا نحتفي فقط بنجاح شركة، بل بمسيرة أمة تسعى نحو مستقبل مزدهر ومستدام.