نضال المجالي
الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، مؤسسة وطنية خيرية، غير حكومية وغير ربحية، تسعى لتحريك المؤسسات الخيرية التطوعية والتعاون معها داخل الأردن وخارجه، يرأسها سمو الأمير راشد بن الحسن، نقطة وسطر جديد.
الهلال الأحمر الإماراتي، هيئة إنسانية تطوعية إماراتية، تقدم المساعدة والعون لأشد الفئات ضعفا دون أي تمييز، تعمل داخل دولة الإمارات وخارجها، يرأسها الشيخ حمدان بن زايد ال نهيان، نقطة وسطر جديد.
في هدوء الساعي للخير، وعظمة الامانة للخدمة، واحترافية الاداء والتنفيذ، وبعيدا عن الصخب والاستعراض، متجاوزة التصريحات واضاءة كاميرات الشهرة، تجد مؤسستان بحجم دول في الهدف والنتيجة الإنسانية، دون الإطالة بين الفكرة والتنفيذ للوصول، وذلك لما تمثله كلتا المؤسستين من مكانة وحضور على الساحة العربية في كل الظروف، وأبرزها في ظل العدوان على فلسطين وغزة تحديدا. الأولى من مؤسسات الخير الأردنية الوطنية، والثانية من المؤسسات العربية الإسلامية، تعملان بإيمان وصدق الغاية، تسيران بثقة وتميز العاملين فيهما، تستمدان الحضور والمكانة بتوجيهات قيادة كلتا الدولتين الحكيمة، تنظمان أكبر عمل إنساني شهدته الساحة العربية في وقت غاب فيه الضمير العالمي واختفى عند البعض الحياء العروبي الإسلامي، لتكونا هيئتين منفردتين تمثلان هرمين في القمة.
إماراتيا؛ «رعاية الحياة» في الهلال الأحمر الإماراتي تتجاوز كونها شعارا، لتكون منهجا تنمويا منذ التأسيس في عام 1983، فالرعاية في قاموسهم تجاوزت الإغاثة والمساعدات الرئيسية، لتكون أسلوب حياة في بناء وتعزيز وتمكين المجتمعات في عدة دول بما قدمته في المشاريع التنموية وإعادة الإعمار، ومنها ما يعرفه الأردنيون من دور مهم وعلى الاقل بما حققه «غيث الإماراتي» في سد الموجب ومثناة راجل والمصيطبة، وغيرها من القرى والأسر الأردنية، ليدعوا لهم ابناؤها ولراعي الخير ممثلا بالهلال الأحمر الإماراتي في تلك القرى، ويهوى فعلهم كل أردني تابع هذا العمل، ومنهم من سمع لأول مرة بأسماء تلك القرى بفعل خيرهم! واما في غزة وفلسطين، فقصة الخير وهمّة الدور تتعاظم بحجم الألم، فكانت حملة « الفارس الشهم 3» تمثل المعونة والمداواة والرعاية والتطوع، وحتى البحر كان في أدوات وشكل إنجاح جهود الإغاثة الإنسانية عندهم، والتي شهدناها في دورهم الكبير متجاوزة الإسعافات الأولية والحماية والمكافحة والتوعية الاجتماعية، لتكون الخدمة المكتملة المتكاملة لمن تابعها حتى من بعيد.
أردنيا؛ « التعاون المبني على القيم الإنسانية والإسلامية والموروث الاجتماعي»، رؤية ومسيرة الانطلاق منذ التأسيس في عام 1990، صورة الوجه الإنساني المشرق للأردن بقيادته الهاشمية، منهجية الصلة وتوثيق أواصر الإخوة وحقيقة التكافل والتعاون بين الشعب الأردني والشعوب العربية والإسلامية، أداة نشر ثقافة العطاء العربي والإسلامي على نطاق دولي، يجمعها عنوان واحد يحمل اسم «الهيئة الخيرية الهاشمية». هيئة تعمل دون كلل، تعمل بهمة ابناء الأردن جميعهم، في الوقوف لتلبية احتياجات أهلنا في فلسطين وقطاع غزة قدر الإمكان، تؤكد معاني الانتماء والنماء، وتحرص على إيجاد فرص الحياة الكريمة، وتنجح كل يوم في تنسيق جهود الإغاثة الأردنية والعربية والدولية لدعم غزة.
نعم؛ الهيئة الخيرية الهاشمية والهلال الأحمر الإمارتي، تمكنا في الأشهر الماضية كما سبقها سنوات من النجاح بتفوق في كل مهمة إنسانية انطلقت باشرافهما دعما أو تنظيما أو تسهيلا، ارتأيت أن اجمعهما في مقال واحد، في وقت لم ألتق أو اجتمع ولو مرة واحدة بحياتي بأي من العاملين أو المسؤولين عن أي من المؤسستين، لاقول مكررا ان العمل المؤسسي الإنساني الحق، ما دام صادق الغاية واضح المنهجية سريع الاستجابة، تكن مؤسساته اعظم من دور دول سُجلت في قائمة الدول عددا ليكون دورها لا يتجاوز استقبال دعوة لحضور اجتماع فقط.