خليل النظامي
نعم ؛
هناك إختلاف ضخم جدا وواسع في الأدلجة السياسية، والنمطية الفكرية، ومنهجية العمل الصحفي بيني وبين الكاتب كلاب، وأكاد لا أتفق مع السواد الأعظم من مخرجاته الصحفية والإعلامية، وما يطرح من آراء عبر الوسائل الإعلامية التي يعمل بها أو يديرها.
وبالرغم من كل هذا الإختلاف وليس (الخلاف)، لا اذكر أنني هاجمت شخص كلاب أو اسأت لمن يمتون له بصلة الدم والرحم، ولم أتهمه يوما بالجوسسة والخيانة والعمالة.
وإنما كنت أطرح رأي مختلف عن الرأي الذي يطرحه، بكل إحترام وتقدير وتقديس للزمالة الصحفية التي جمعتني به، وكنت أفند أحيانا آراء يطرحها بشكل علمي ومهني.
ما دعاني لهذا البوح، ما رأيت من ردود أفعال كبيرة بعضها مسيء وبعضها إقتحم دائرة حياته الشخصية، عقب حديثه عبر إحدى الإذاعات المحلية حول إتفاقه مع الرأي الذي يدعم إنشاء كازينو خاص في الأردن.
كلاب، طرح رأي خاص به كقائم بالاتصال الجماهيري عبر وسيلة إعلام، وهذا ما لا يستطيع البعض إدراكه، وكان الأجدر بمن مارس الإساءة لكلاب بذرائع التبعية العقائدية المتشددة، إدراك أن هذا رأي خاص، ويجب أن يرد عليه برأي مضاد بعيدا عن الإساءة والتشوية والتجريح، وهذه من أبجديات الحوار بين المرسل والمستقبل.
وللأسف ينقص الكثير منا ثقافة وأخلاقيات الحوار، ويبدو أن القيود التي بات يفرضها المجتمع وبعض التيارات المؤدلجة الخاصة على الممارسة الصحفية تجاوزت مستوى القيود القانونية والسياسة أيضا، وهذه نقطة مهمة جدا، ويجب الإلتفات لها، فالصحفي ليس مهمته إشباع رغبات التوجهات المجتمعية وإنما البحث في كل شيء.
كنت أنتظر أن يرد أحد على ما طرح كلاب من رأي، برأي آخر مختلف يفند به ما طرحه، ولكن للأسف ما وجدت سوى الإساءة والتشوية والتعليقات الرديئة التي جعلت من طرح كلاب “ترند”، عبر منصات التواصل الإجتماعي، دون وجود رأي يناقش كلاب بما طرح، وضاع طرح عمر وضاع حق مناقشته فيه.
عمر كلاب صحفي لديه خبرة واسعة، ومثقف بشكل كبير جدا، والنقاش معه يتطلب الكثير من الخبرات والمعارف، وعندما يطرح رأي ما يجب أن يرد على رأيه برأي تكون صبغة المناقشة والمناظرة فيه قائمة على أسس علمية سليمة وأخلاقية.
ملاحظة :
أنا حاليا لست على وفاق وعلاقة صداقة مع كلاب، واخر مرة تحدثت معه كانت قبل سنوات، ولكن له علي حق قدسية الزمالة الصحفية، علاوة على أمانتي العلمية والمهنية في تشخيص وتحليل المشاهد التي أرصدها.
فلا تعتقدوا أنني أدافع عن كلاب، ولكن هناك حق يجب أن يقال، والحق كان بمناقشة كلاب بشكل حواري سليم بعيدا عن الإساءة الشخصية، وبعيدا عن التصلب اللويحي الذي بات مرض مزمن عند بعض الجماعات والتيارات التي تتوهم أنها تعلو على الجميع وهي كالقشة الطائشة على وجه أسطح بحور العلم والمعرفة.