وطنا اليوم:انتصرت الخمسينية عايدة العلي في معركتها مع فيروس كورونا بالوعي واتباع أنماط جديدة في العلاقات الاجتماعية حتى مع أقرب الناس إليها، خاصة بعد حالة الفوضى التي شهدها العالم جراء تفشي الوباء، وعدم اتباع البعض الأساليب والإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس.
ورغم عدم تناسب دراسة العلي مع التخصصات الطبية، إلا أنها تعي جيدا أن الثقافة الصحية ليست حكرا على أصحاب الاختصاص، فالجميع أيا كانوا، بإمكانهم الاطلاع على الوسائل التي تقيهم ومن حولهم من الإصابة بفيروس كورونا، ولا سيما وأنه يرتبط بنمط الحياة والتعامل بين البشر، في جميع دول العالم دون استثناء.
تقول عايدة أنها ومع إعلان منظمة الصحة العالمية، كورونا وباء عالميا وأنه ينتقل بين البشر بشكل متسارع وقد أصبح خارج حدود السيطرة “بدأت بالتعرف على الطرق والارشادات التي تقي من الاصابة بهذا الفيروس، وجمعت ما يكفي من المعلومات التي اتخذتها فيما بعد نهجا لحياتي وأسرتي، بناء على تعليمات وزارة الصحة ولجنة الاوبئة وصولا ايضا لنتائج الابحاث العلمية، التي خرجت بها منظمة الصحة العالمية والجامعات الغربية، وكانت الأقرب الى الحدث في بداية الأمر”.
وأضافت أنها اتخذت من الوقاية لقاحا لمحاربة الفيروس، ومنعه من الدخول الى بيتها، عبر وسائل تقليدية سهلة، مثل التعقيم وارتداء الكمامة وعدم المخالطة والاعتذار عن حضور كافة المناسبات الاجتماعية والتجمعات ” نعم هذه القرارات كانت صعبة وشكلت تغيرا محوريا على حياتنا الاجتماعية المعتادة، ولكن كان لابد منها لنقي أنفسنا وأسرنا من الوباء فنحن بطبيعتنا اجتماعيون، ولم نتخيل أبدا أن نعتذر عن أستقبال زوارنا، لقد وصل فينا الأمر أن نبعد فلذات أكبادنا عنا، مرغمين لا مخيرين “.
وأشارت عايدة إلى حكايتها مع الفيروس، حيث عاد ابنها الأكبر الدكتور صدام الى الوطن، من إحدى الدول الغربية بعد أن أنهى دراسته، وحصل على درجة الدكتوراه، وحيث تحتم عليه شروط السفر إجراء فحص الكورونا قبل 72 ساعة من الوصول الى مطار الملكة علياء، إضافة إلى إجراء الفحص مرة أخرى داخل المطار، وعند وصوله إلى المنزل قررنا عزله كليا لمدة 14 يوما، مع العلم أن التعليمات لا تجبرنا على عدم الاختلاط به، أو حتى مصافحته أو احتضانه أنا وأبيه خاصة وأن هذه اللحظة انتظرناها لسنوات.
وتضيف: “لقد تعرضت للوم من الأسرة وخارجها، وأن الأمر لا يستحق كل هذا الحرص، ولكن نتيجة ابني ظهرت إيجابية بعد أيام وكان قراري بعزله الذي اتخذته من تلقاء نفسي في مكانه، حينها أيقنت تماما أن اتباع التعليمات هو سلاحنا لمكافحة الوباء وأن لقاحنا هو الوقاية، واحتضنت ابني بعد اليوم 17 حين تأكدنا من خلال الفحوصات خروج الفيروس من جسمه “.
استمرت عايدة بسرد قصة ابنتها الكبرى الدكتورة الصيدلانية حلا، التي أصرت لأكثر من مرة على زيارة والدتها، برفقة زوجها وأبناءها الثلاثة، ولكنها -والكلام لعايدة- كانت ترفض هذه الزيارات، حرصا منها على صحتهم، ” ابنتي حلا أقرب الناس الي ومع ذلك فضلت أن تكون بعيدة عني وعن أبيها الستيني فنحن لا نعلم أيا منا قد يكون مصابا، لقد قرأت لكبار الاطباء أن الاعراض قد لا تظهر إلا بعد أيام، وهذا ما يجعلني أتعامل مع أي شخص على أنه مصاب بالمرض “، مشيرة الى أن الطريف في الأمر أن الفيروس بعد أيام تمكن من حلا وزوجها وابناءها، وهنا تثبت عايدة مرة أخرى أنها كانت على حق وأن الوقاية تغلب العاطفة في تلك المواقف.
شفي جميع أبناء عادة من الفيروس، ونجحت هي في اصرارها على عدم دخول “كورونا” الى بيتها وحماية نفسها وزوجها الطبيب، الذي يؤكد بحكم خبرته كطبيب في وزارة الصحة لعشرات السنوات أن مناعة الانسان تتناقص كلما زادت سنوات العمر وأن الفيروس يشكل خطرا على صحة الكبار وقد يكون قاتلا في بعض الأحيان.
وتختم عايدة حديثها بالقول : ” أن الدور الأكبر في الوقاية من الفيروس، يقع على عاتق الشخص نفسه، من خلال التزامه بالإجراءات الصادرة عن الجهات المختصة الأكثر دراية ومعرفة في هذا الشأن، داعية الى عدم التردد في أخذ اللقاح بعد أن تم اختباره وإيجازه، لنعود الى حياتنا الطبيعية.