وطنا اليوم:”عادوا محملين بالجثامين بدل أكياس الطحين” بهذه العبارة وصف مراسل الجزيرة أنس الشريف حال الغزيين الذين خرجوا بحثا عن كيس طحين وهم صائمون في عز شهر رمضان الكريم، وبالتحديد أمام دوار الكويت جنوب شرقي مدينة غزة، ليتفاجؤوا بدبابات ورصاص، جيش الاحتلال الإسرائيلي تقصفهم، وتسقط 23 شهيدا وتصيب 23 آخرين.
في بث مباشر وثق الشريف مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين الجائعين، خلال انتظار الآلاف منهم الحصول على مادة الطحين والمساعدات قرب دوار الكويت جنوب شرق مدينة غزة، صور حية من عين المكان وشهود عيان يتساءلون ما ذنبهم وماذنب القتلى الذين كان همهم الوحيد الحصول على كيس طحين؟!.
وفي فيديو ثان وثقه المصور الفوتوغرافي الفلسطيني محمود شلحة، يظهر حجم المجزرة المرتكبة بحق المدنيين الأبرياء الذين كانوا ينتظرون المساعدات من أجل سد جوعهم في عز شهر رمضان.
مشاهد جثث الشهداء الملقاة على الأرض بدوار الكويت، وحمل بعض الأهالي لجثث ذويهم على أكتافهم، أثارت موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي على المستوى العربي والعالمي، بحيث وصف بعض النشطاء الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي “إجرامهم لا مثيل له بأي مكان آخر”.
فيما تساءل آخرون على المجاز التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بالقول “إلى أين غزة ومتى سينتهي مسلسل القتل العمد دون سبب؟!!!”، فيما ربط آخرون عودة المجارز إلى أماكن تواجد المساعدات باغتيال الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام مجموعة من الضابط المسؤولين عن تأمين توزيع المساعدات على الأهالي دون وقوع أي إصابة.
وقال مدونون إن الاحتلال الإسرائيلي يريد من سياسية القتل الجماعي التي يستخدمها في شمال غزة خاصة إلى نشر الفوضى ونشر الخوف بين الناس وإجبارهم على النزوح إلى جنوب قطاع غزة.
وحزن البعض على حال أهل غزة، وما وصل إليه بسبب الجوع في عز شهر رمضان، بحيث أصبح المواطنون يتركون الجثث ويجرون وراء شاحنات المساعدات على أمل الحصول على كيس طحين يسدون به جوعهم.
ومن جانبه، كان قد أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استشهاد 23 فلسطينيا، وإصابة 23 آخرين كانوا ينتظرون المساعدات قرب دوار الكويت بمدينة غزة إثر قصف إسرائيلي.
وأضاف المكتب الإعلامي أن أفراد جيش الاحتلال -إضافة إلى الدبابات- فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة تجاه “الجوعى” الذين كانوا ينتظرون أكياس الطحين والمساعدات في مكان بعيد لا يشكل خطورة على الاحتلال، حيث وصل جزء من الشهداء إلى مستشفى المعمداني وبقي عدد منهم ملقاة جثامينهم على الأرض.