وطنا اليوم _عقد حزب العمال ندوة تضامنية مع غزة في نادي الوحدة في مادبا بحضور نوعي لافت لاعضاء المجالس المحلية والبلديات وغرف التجارة والصحافيين ونخبة من المثقفين.
ادار الندوة الدكتور يوسف ابو سرور رئيس النادي وتحدث فيها كل من الدكتورة رلى الحروب الامين العام لحزب العمال والدكتور قاسم القباعي نائب الأمين.
واستعرض الدكتور القباعي المشهد في غزة والاقليم قائلا ان الجميع قد خذلوا غزة، فلا الفعل الرسمي العربي ارتقى الى مستوى الحدث، ولا حتى الفعل الشعبي، معبرا عن دهشته من صمت الشوارع العربية وضعف الشارع في الضفة الغربية وعموم الاراضي المحتلة، وقلة اعداد المشاركين في الحراك، داعيا الشعوب العربية لنفض غبار الصمت والخوف والنزول للشوارع للضغط على حكوماتها للقيام بفعل مؤثر يوقف حرب الابادة في غزة، معرجا على دور حزب العمال في التضامن مع غزة والمقاومة من خلال مشاركته الفعالة المؤثرة في أعمال الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن،مشيرا الى دور الملتقى في قيادة الفعل الشعبي اثر احداث السابع من اكتوبر.
كما قال القباعي ان منظمة التحرير الفلسطينية يجب ان تعاد هيكلتها وان تتبنى نهج المقاومة وتستوعب الفصائل وأن نهج سلطة اوسلو قد اثبت فشله بعدما تحول الى التفاوض من اجل التفاوض وباتت المفاوضات مهنة وهدفا، في حين ان نهج المقاومة وعملية طوفان الاقصى قد اعادا فلسطين الى خارطة الفعل السياسي عالميا وغيرا في اتجاهات الراي العام العالمي واعادا طرح خيار المقاومة على الطاولة لتحرير الارض بعدما ساد خيار الاستسلام لاكثر من ثلاثين عاما دخلت فيها القضية الفلسطينية في حالة من الشلل والركود، مشيرا الى ان ما قامت به المقاومة وتضحيات الأهل في غزة سيسفران عن الاعتراف بدولة فلسطينية بدأت مؤشراتها تبرز الى الوجود في تصريحات الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة وحتى الادارة الامريكية.
أما الدكتورة رلى الحروب فقد ألقت كلمة مؤثرة قالت فيها ان اهل غزة اختاروا الكرامة على الحياة وهو امتحان لا يخصهم وحدهم بل تمر به كل شعوب المنطقة منذ اكثر من قرن، فهي امام خيارين اما العيش دون كرامة او الدفاع عن الكرامة حتى لو كان ثمن ذلك الحبس او الحصار الاقتصادي او الموت.
واكدت الحروب ان الحرب الدائرة في غزة هي نقطة مفصلية في تاريخ الصراع مع المشروع الصهيوني وان نهايتها ستكون حاسمة ومصيرية لكل من الأمة ودولة الكيان، فإن انتصرت المقاومة فإنها ستكتب بداية النهاية للمشروع الصهيوني في المنطقة والعالم، وإن انتصر الكيان وقضى على محور المقاومة الممتد من فلسطين الى اليمن إما حربا او اتفاقا او بكليهما فإن صفقة القرن ستنفذ بالكامل في ظل موافقة معظم الانظمة العربية على الانخراط في تطبيع مجاني شعاره السلام مقابل التعاون.
وأكدت الحروب ان مصلحة الاردن في انتصار المقاومة لان صفقة القرن تستهدف الاردن بالتوريط والتهجير والمشروع الصهيوني يضع الاردن في دائرة اهدافه، وفي اللحظة التي سيستتب له فيها الامن في المنطقة سينقض على الاردن لاستكمال دولته التوراتية وهو ما يهدد به اليمين الاسرائيلي ليل نهار، ومن بعد الاردن ستكون المنطقة كلها مستباحة امام المشروع الصهيوني.
واشارت الحروب الى دور الاحزاب في المرحلة المفصلية القادمة، وأن خيارات المواطنين هي من سيقرر مصير الاردن والمنطقة، فإما ان يختاروا من يدافع عنهم وعن الاردن وفلسطين والأمة ويعمل بصدق واخلاص وجدية على تغيير الواقع وصولا الى معادلة الحياة والكرامة معا، واما ان يعيدوا نفس الوجوه التي أبقت الشعب في دوامة الفقر والدَين والخوف، مستعرضة رؤية حزب العمال وبرنامجه المعارض للنهج السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي اديرت به الدولة بعد توقيع معاهدة وادي عربة، ومقدمة خيارا بديلا لبناء الاردن النموذج، مؤكدة ان الاردن لا يستطيع ان ينمو ويزدهر بمعزل عن عمقه الاستراتيجي والتاريخي في بلاد الشام والهلال الخصيب والخليج العربي والأمة بوجه عام، وان الوقت قد حان لنبذ كل ما يفرق الأمة من خلافات والتمسك بالقواسم المشتركة الكثيرة وقيام شكل من اشكال الوحدة السياسية والاقتصادية الاجتماعية ليكون العرب والمسلمون لاعبين مؤثرين في خارطة النظام الدولي الجديد الذي يتشكل الآن وتعتبر غزة واوكرانيا من اهم ارهاصاته، ولكي لا يكونوا ضحاياه، كما كانوا ضحايا النظام العالمي الذي تشكل اثر الحرب العالمية الاولى، ثم اثر الحرب العالمية الثانية.
ووجه الحضور اسئلة ومداخلات اتسمت بالعمق اجاب عنها القباعي والحروب باستفاضة.