الأخلاق والمبادئ صمام الأمان وتجاوزها هدم للأوطان والأنسان

13 مارس 2024
الأخلاق والمبادئ صمام الأمان وتجاوزها هدم للأوطان والأنسان

د فاطمه احمد عطيات

قبل ان نتحدث عن الأخلاق كمفهوم وسلوك لا بد من توضيح مفهوم القيم ..لأن ميزان الأخلاق ومعيارها العادل هو سلم القيم والمعايير العامه والخاصه الفرديه والمجتمعيه التي يتبناها فرداً ما او مجتمعاً ما والطرفان يعتمدان هذه القيم والمعايير في سلوكهما ومجمل ادائهما …
وبناءاً عليه يتم قبول او رفض اي سلوك (قولاً وفعلاً) لأي فرد او جماعه او مجتمع من حيث انسجامه او تعارضه مع سلم القيم والمعايير المعتمده قبلاً ومن أين اتت هذه القيم والمعايير للفرد والمجتمع فقد اتت من الناس والخبره اليوميه في الحياه والتي كان يسودها في البدايات الصراع على مصادر الطاقه ( ماء ،غذاء،ووسائل الحمايه من اخطار الطبيعه والحيوانات وغيرها ) وبالمناسبه لا زال هذا الصراع مستمراً لغايه الآن بين الأفراد والدول بدليل الأمراض الإجتماعيه (العنف والقتل والجريمه والصراع على كل شيئ وغيرها ) والحروب الدائره في العالم
وبناءاً على هذه الخبره الإنسانيه احتكمت البشريه لمجموعه من القيم والمعايير لتوضيح وتحديد سلوك الأفراد والجماعات والمجتمعات ولجأت بعدها الى سن التشريعات والقوانين الناظمه والمسيره للسلوك الإنساني كي لا يبتعد الناس كل الناس عن السلوك (قولاً وفعلاً)عن هذه المنظومه من القيم والمعايير الناظمه للسلوك البشري فعلى سبيل المثال لا الحصر قيم ومعايير الصدق والأمانه والمروءه وغيرها والتي عكسها الكذب والخيانه والنذاله وهكذا ….
وانا هنا اركّز على الفطره وما اودع الله في خلقه من فطره سليمه تميل بالإنسان الى تبني واعتماد سلم القيم والمعايير الإيجابيه ونبذ السلبيه …وقد قال رسولنا عليه افضل الصلاه (انما بعثت لأُتمم مكارك الأخلاق )اي انها موجوده بالفطره وإتِباع الدين يتممها ويرسخها وهنا تأكيد الله سبحانه على ذلك (ونفسٍ وما سوّاها الهمها فجورها وتقواها )
قد افلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها ….معادله وميزان ومعيار ثابت لا اعوجاج فيه ….هي الأخلاق الناتج الحقيقي لسلم القيم والمعايير المعتمده …
والقصه اخطر بكثير من مجرد هذا التحليل السريع فهي تحتاج الى مزيد من التوضيح والفهم والدراسه والعلاج …وللأسف الشديد جداً فإن سلم القيم والمعايير في المجتمع الإردني اصبح متدنياً وغلبت عليه السلبيات والإحتكام للمصالح الضيقه الفاسده الفرديه المحدوده والتي أكيد لا تخدم الوطن لا بل تسير به الى منعطفات وحالات الضعف والخلل والفساد في كل شيئ
واشاعت الواناً مختلفه من العنف والجريمه والقتل والسرقه والفساد و..و..الخ
اتمنى ان نعود جميعاً للتمسك وإحياء قيمنا ومعاييرنا الصالحه السويه حتى نجتاز كل ما يدعونا الى الإنحطاط والتخلي عن الأخلاق
ولوطني الأردن الغالي كل الحب والصدق والأمانه ……