الدكتور جميل الشقيرات
لا ندري على أي شيء نشكر غزة واهلها، انشكرهم على الصمود في وجه العدو الغاصب واعوانه عجزت عنه كل جيوش العرب، انشكرهم على مجابهة الجوع الذي أصبح شريكهم اليومي ،انشكرهم على الدروس المجانية التي علمونا اياها، انشكرهم لأنهم أخر معاقل كرامتنا ….نعم لقد كثر خيرهم، وزاد علينا فضلهم، ومن واجبنا أن نشكرهم (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) وإن كانوا لم يطلبوا منا هذا الشكر لكنه حقهم علينا.
شكرًا اهل غزة، فقد علمتمونا معنى العزة والإباء، معنى حب الكرامة والشرف والتوق للحرية ونبذ العبودية والذل..
شكرًا ،لقد علمتومنا أن لا نخاف من الموت ونحن نشاهد شبابكم وشيوخكم ونساءكم وأبطالكم يتهافتون عليه لنيل الشهادة في سبيل الله.
شكرًا لكم، لأنكم كشفتم لنا الحقائق، وبينتم زيف التطبيع والمطبعين، وكشفتم الذين وقفوا مع قضيتكم والذين امعنوا في خذلانكم.
شكرًا، فقد كشفتم زيف العالم وهيئات الخراب التي تدعي الحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، كشفتم من يتستر وراء الشعارات عندما جاءت لحظة الجد.
شكرًا يا أهل غزة ، فلقد علمتمونا الصبر العملي، بعد أن كنا نظن بأن الصبر كتابٌ يُقْرَأ وآيةٌ تُتْلَى على مسامعنا، فأظهرتم لنا أن الصبر خلاف ذلك بكثير، فالصبر هو الرضا بفقد الولد والوالد والزوج والأخ، وتوديعهم للجنان بسعادة واطمئنان.
شكراً لكم ، لأنكم فضحتم وسائل الإعلام الماجورة التي تكيل بمكيالين.
شكرا لكم، أن علمتومنا عن رعاة الاجرام وحقدهم على العروبة والاسلام .
شكراً، لأنكم صنعتم تاريخ جديد للأمة بالدم وليس بالخطابات والمؤتمرات والشعارات الزائفة.
شكرا لكم ، لأنكم كحلتم عيوننا برؤية قطعان جنود الصهاينة يفرون من ساحة المعركة خائفين ليس أمامهم جداراً يحتمون خلفه، وجنرالاتهم اصاغر في الحرب يستغيثون ويستنجدون بعملاءهم والآلاف من المستوطنين الجبناء يتكدسون في المطارات ينتظرون لحظة الفرار ..
شكراً اهل غزة ، لأنكم علمتومنا أن لأبي رغال احفاداً في كل زمان.
شكرا اهل غزة على دروسكم المجانية لنا وعذرا كل العذر على خذلانكم فأعيننا بصيرة وايادينا قصيرة… صبراً صبراً أهل غزة فموعدكم النصر أن شاءالله.
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون .
