وطنا اليوم – وكالات – قالت أرمينيا إن أذربيجان شنّت هجوما عسكريا موسّعًا في إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازَع عليه.
ويتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه قبل نحو أسبوع.
وأكد الطرفان أن عمليات القتال استمرت طوال الليل. وقال كل طرف إنه كبّد الآخر خسائر فادحة.
واتهمت أذربيجان أرمينيا بقصف مقابر في مدينة تَرتَر يوم الخميس أثناء تشييع جنازة، مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى في صفوف المشيعين.
ويدافع كل طرف عن موقفه في الصراع الدائر: فتقول أرمينيا إن ذوي الأصول الأرمنية من سكان ناغورنو كاراباخ لهم الحق في تقرير مصيرهم؛ وعلى الجانب الآخر تصرّ أذربيجان على موقفها الرافض استقلال الإقليم تحت أي ظروف.
وفي 27 سبتمبر/أيلول المنصرم اندلعت عمليات قتالية هي الأعنف بين الطرفين منذ الحرب التي اشتعلت بينهما في حقبة التسعينيات من القرن الماضي حول الإقليم ذاته وراح ضحيتها نحو 30 ألف شخص.
ويتخوّف مراقبون من انجرار أطراف أخرى إلى الصراع. وأعلنت تركيا دعمها لأذربيجان، وتشير تقارير إلى أن أنقرة زادت صادراتها العسكرية إلى حليفتها الأذرية هذا العام.
وكانت تركيا أول دولة تعترف باستقلال أذربيجان عام 1991. وقد تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعم بلاده لأذربيجان.
روسيا في المقابل تقيم علاقات جيدة مع أرمينيا، وتحتفظ فيها بقاعدة عسكرية، ولكنها تحتفظ في الوقت ذاته بعلاقات وطيدة مع الحكومة الأذرية.
وهناك فرنسا التي كان رئيسها إيمانويل ماكرون قد حذر تركيا من مغبة ما قيل عن نشر مسلحين من سوريا على خطوط المواجهة في ناغورنو كاراباخ.
ودعا نواب فرنسيون، يوم الخميس، حكومة بلادهم إلى الاعتراف بجمهورية أرتساخ (الاسم الأرمني لإقليم ناغورونو كاراباخ) وتدشين علاقات دبلوماسية معها، نقلا عن وكالة فرانس برس للأنباء.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان رفض دعوات برلمانيين فرنسيين إلى الوقوف في صف الأرمن في النزاع، وذلك حفاظا على موقف فرنسا كوسيط غير منحاز في الأزمة”.
وتعود جذور الصراع إلى أكثر من قرن مضى، حين كانت المنطقة مسرحًا للتنافس على النفوذ بين المسيحيين الأرمن، والمسلمين الترك والفرس.
وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى والثورة البلشفية في روسيا، أسس النظام السوفيتي الجديد آنذاك منطقة حُكم ذاتي في ناغورنو كاراباخ تسكنها أغلبية أرمنية داخل حدود جمهورية أذربيجان السوفيتية السابقة في أوائل عشرينيات القرن الماضي.
ومع انهيار الاتحاد السوفيتي أواخر عام 1991، أعلن إقليم كاراباخ نفسه جمهورية مستقلة، مما أدى إلى تصاعد الصراع وتحوله إلى حرب شاملة. ولم يتم الاعتراف بدولة “الأمر الواقع” من الخارج، حتي من جانب أرمينيا ذاتها.