د. عادل يعقوب الشمايله
ستُبْدي لكَ الأيّامُ ما كنتَ جاهلاً
ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوِّدِ
ويَأتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تَبِعْ له
بَتاتًا، ولم تَضْرِبْ له وقتَ مَوعِدِ
الصحفيون، شأنُهم شأنَ بقيةَ الناسِ، يفصلهم عن معرفةِ الأخبارِ المُعلَنةِ والأخبار المخبأةِ، جدارٌ سميك به طاقةٌ (كوةٌ) صغيرةٌ جداً ومخفيةٌ.
الصحفيُ يعرفُ أنَّ في الجدارِ كوةٌ فيبحثَ عنها ليَدْخُلَ منها شعاعُ الشمسِِ ومعهُ الاخبار. فالاخبار ضالةُ الصحفي أينما وجدها التقطها. وعل رأي الشاعر طرفةُ بن العبد
إذا القوم قالوا من فتىً ؟تخيلَ أنهُ
منْ عُني فلم يكسل ولم يتبلدِ
بقيةُ الناسِ، بعضهم لا يدري أنَّ هناكَ كُوَةً ليبحث عنها. وبعضهم الاخر سمعَ عن وجودها، ولكنهُ كَلٌّ قليلُ الحيلةِ فلا يبحثَ عنها ليكتشفها.
الناسُ وَهُم جُلُ الناس الذين فرقناهم عن الصحفيين، يظلون كالارضِ، جدباء، حتى ينزلَ عليها المطر.
احياناً يكون المطرُ الصحفيُ النازلُ صافياً رقراقا يروي، نظيفٌ يُنَطِفُ ، واحياناً ينزلُ المطر الصحفي حاملا غُبارَ الجوِ مُلَوَثاً ويلوث.
اشاعاتٍ وأخباراً كاذبةً او مفبركةً مسمومةً مُضللةٍ أو مُحبطةً، او تُخدرُ متلقيها غيرَ المُدققين بالاوهام والاحلام التي تطير بهم في العلالي ثم تهبطُ بهم اسفل سافلين.
الصحفيونََ هم المطر.
اللهم أنزل مطرَ الصحفيين السئ الخادعَ حوالينا لا علينا.