كتب : حسن أحمد
على ساحة الاستثمار الأردني تبرز قطاعات صناعية بنكهة وطنية خالصة، تتبدى فرادتها بالنظر الى حضورها لاكثر من نصف قرن، والحديث هنا عن شركة الألبان الاردنية المحدودة “المها” والتي تأسست عام 1968 , وهي الشركة الوحيدة المساهمة العامة العاملة في قطاع الألبان في الأردن.
وعبر مسيرة خمسة وخمسين عاما من نشأتها ومباشرة عملها كشركة انتاج غذائي، نجحت شركة الألبان الأردنية المحدودة المها بتحقيق رؤية الاكتفاء الذاتي كصناعة محلية لتوفير منتجات الألبان الصحية والغذائية كجزء من نظام غذائي متوازن، تقدم الشركة خلالها منتج غذائي صافٍ بمكونات طبيعية بنسبة 100%.
وفي اكثر مناطق محافظات المملكة اكتظاظا ، تمتلك الشركة في منطقة الرصيفة بمحافظة الزرقاء مصنعان الأول لتصنيع الالبان والثاني لتصنيع العبوات البلاستيكية، في خطة انتاجية محكمة كان من شأنها توفير وتقديم السلعة باقل التكاليف، وعدم احتساب كلفة العبوات على المستهلك من خلال ما يقدمه مصنع العبوات من مواد مساندة لانتاجية مصنع الالبان.
نجاحات شركة الالبان المها، يقف خلفها قامات وطنية آمنت بقيمة الاستثمار المحلي ودوره في رفد الاقتصاد الوطني كأمانة وواجب وطني، وفي سدة هرمية هذا النجاح يقف رئيس مجلس الادارة الدكتور ماهر الحوراني على اعمال المنشأة بكثير من الخبرة والدراية في مجال التصنيع الغذائي، خبرة زادته لحفظ ارث الشركة وديمومة نجاحها كشركة منافسة اخذت مساحتها الحقيقية بجدارة واستحقاق.
المتتبع لمنجزات شركة المها، يلحظ نوعية الجهود التي يقف عليها مجلس ادارة الشركة وعميدها د.الحوراني من اجل الاستمرار في بقاء اعمال الشركة ونجاحها، وقد تخطت الشركة صعوبات ومعيقات عدة جراء الاوضاع الاقتصادية عامة ، لتنجح الشركة خلال الاعوام الماضية من انهاء خطة التطوير بتحديث موجودات الشركة من مباني وآلات وسيارات , وذلك لرفع القدره التنافسية والانتاجية للشركة وقد استطاعت تغطية كافة الاعباء المالية المرتبطة بعملية التطوير.
ودون مواربة، ولتأكيد اجتياز الشركة معيقات وتحديات البيئة الصناعية، نجح الحوراني في مجابهة تحديات الاقتصاد المحلي ،نتيجة للظروف الدولية والاقليمية غير المستقرة , واحتواء الشركة لهذه التداعيات نتيجة تطبيق سياساتها واستراتيجياتها المبنية على أسس تستند لعوامل عدة تشير الى تمكن الادارة التنفيذية ودور موظفي الشركة الذين يتمتعون ببيئة دافعة تجاه الاداء المتميز الذي يصب بالمحصلة بحجم الانتاج وتحقيق المزيد من التقدم والنجاح.
وعلى مدونة الانجاز الوطني لكبريات الشركات الاردنية، انتزعت شركة البان المها شهادة القائمة الذهبية في مجال الاستيراد وإدارة المخاطر ، من الجمارك الاردنية الصيف الماضي، والتي سلمها اللواء جلال سالم القضاة مدير عام الجمارك لرئيس مجلس ادارة الشركة د. ماهر الحوراني، محققة الشركة معايير واشتراطات البرنامج “برنامج القائمة الذهبية” والذي يرتكز علـى مفهـوم الشـراكة الحقيقيـة و المسؤولية المشتركة بيـن القطاعيـن العـام والخاص، لتتجاوز الشركة اشتراطات لجنة تدقيق الالتزام من عمليات التدقيق الميداني على الشركة والتي شملت التحقق من متطلبات الالتزام المتعلقة بالمتطلبات الجمركية ومتطلبات الأمان، وبعد أن تم تقييم مدى التزام الشركة بالتشريعات الجمركية والأنظمة المتعلقة بها، ووفقاً للأسس المعتمدة لهذا البرنامج ، حيث حققت الشركة شروط ومعايير برنامج القائمة الذهبية.
كما يضاف الى جانب المنتجات المتعددة لشركة المها ، انتاج الشركة لمياه الشرب المعدنية العذبة التي أصبحت تنافس المنتجات الأخرى وتلقى طلبا منقطع النظير عليها ،كما تم اضافة منتجات جديدة لسلة المنتجات تسهم في تطوير رؤية الشركة بالتنويع و تخفيض نفقات الشركة و زيادة ارباحها مثل العصائر والأجبان و خطة جديدة لإضافة منتجات أخرى تسهم بالاعتماد على الصناعة والثروة الحيوانية الوطنية مما يقلل الاستيراد من الدول الاخرى ، وهو الامر الذي يعطي اعمال الشركة الشمولية المتكاملة على اسس علمية ودراسات استراتيجية ذات ابعاد تجارية مستقبلية .
تلك الانجازات تاتي على الرغم من الحاجة الماسة لإيجاد حلول لمشاكل الصناعات الوطنية وخصوصا في هذا القطاع من حيث ارتفاع كلف الطاقة والشحن و تخفيف عبء الضرائب وإيجاد حلول للمنافسة الطاحنة في السوق الأردني، خاصة من المنتجات المستوردة من دول الجوار والمعفية من جميع الضرائب حسب الاتفاقيات التجارية الموقعة ، كالمنتجات التركية والسعودية والمصرية، وهو الامر الذي يهدد الصناعة الوطنية وربما يقضي عليها مستقبلا .
إن دراية عميد مجموعة الحوراني الدكتور ماهر في تسيير دفة الشركة الأردنية المتحدة للاستثمار وقيادتها بحكمة أسهمت في تحقيق المزيد من النجاحات، وهي الشركة التي تُعد من أوائل الشركات المتعددة الاستثمارات ، وتصل إلى أكثر من إحدى عشرة مؤسسة في القطاعات التعليمية والسياحية والفندقية ومنتجات الألبان ومطاعم الوجبات السريعة والرياضة والأزياء، وهنا نقف رافعين القبعات تقديراً وتبحيلاً لهذه الصروح التي ترفد اقتصادنا الاردني وتعمل على تشغيل الايدي المهرة والعاملة وتزود السوق المحلي بالمنتجات الاكثر جودة واتقاناً .