وطنا اليوم:قال وزير الخارجية الأسبق، مروان المعشر، إن السلطة الفلسطينية تمر في أضعف حالتها “ولا تكاد تمثل أحداً”، فيما أصبحت حركة “حماس” بعد السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي “قوة فاعلة على الساحة الفلسطينية لا يمكن تجاهل وجودها” على حد تقديره.
وأشار المعشر، خلال استضافته في المنتدى الإعلامي الذي ينظمه “مركز حماية وحرية الصحفيين” (مستقل مقره عمّان) إلى أن “استطلاعات الرأي واضحة في هذا المجال، حيث تشير بعض الأرقام إلى أن 88 بالمئة من الفلسطينيين لا يريدون (رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس) أبو مازن رئيسا، مقابل 7 بالمئة فقط يريدون أن تبقى السلطة الوطنية بقيادة أبو مازن في الحكم، و60 بالمئة يريدون أن تحكم حماس غزة”.
وشدد المعشر على أن “حماس أصبحت قوة فعّالة على الساحة الفلسطينية لا يمكن تجاهل وجودها، ويجب على الجانب الرسمي الأردني أن يتواصل معها”.
وكان المعشر يتحدث عن الدراسة التي أجراها الشهر الماضي، المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله.
وبيّن المعشر، الذي يشغل حاليا منصب نائب الرئيس للدراسات في مؤسسة “كارنيغي” الأمريكية للدراسات، أن “العالم يشهد انقسامًا عمريًا واضحًا… فكلما تُوُجِّه إلى الفئات العمرية الشابة، زاد التعاطف مع القضية الفلسطينية”.
وتحدث عن فرصة نجاح “حل الدولتين”، التي تطالب بها الإدارة الأمريكية والدول العربية، قائلا إن “أي عملية سياسية تُطلق يجب أن تتوفر فيها شروط، وهي؛ إعلان الولايات المتحدة عن مفاوضات تحدد الهدف النهائي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في غضون مدة زمنية محددة”.
وأضاف “وينبغي أن تُعلن المفاوضات أن مجلس الأمن الدولي سيعترف بدولة فلسطين على أساس حدود عام 1967 قبل بدء المفاوضات، وأن يُجَمَّد بناء المستوطنات بالكامل، حيث لا معنى لأي عملية سلمية في ظل استمرار المستوطنات”.
واعتبر أنه من شروط نجاح أي عملية سياسية هو “إجراء انتخابات في إسرائيل وفلسطين مبنية على أساس هذه الخطة، مع التركيز على تحقيق هدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإعادة إعمار غزة كخطوة إضافية على طريق الهدف النهائي… وأخيرا إقامة صندوق لدعم بقاء الجانب الفلسطيني على أرضه في الضفة الغربية وغزة، وذلك لتجنب التهجير”.
وشدد المعشر على أنه “إذا لم تحقق هذه العناصر، فإن حل الدولتين يظل غير قابل للتحقيق”، منوها إلى أن واشنطن “لم تظهر استعدادًا للمشاركة في عمليات سلمية خلال السنوات العشر الماضية وحتى الآن لا تظهر أي علامات واضحة على التغيير” بحسب تقديره.
وعن المشهد الأردني، قال المعشر إن “التهجير يمثل تهديدًا كبيرًا للأردن بمعنى أوسع من التأثيرات الاقتصادية أو الأمنية، بل هو تهديد لوجوده” على حد تعبيره.
وأكد أن الأردن “لا يرغب في الوصول إلى سيناريو يرى فيه الآلاف من الفلسطينيين على حدوده… هذا الوضع سيكون ذا صعوبة فائقة، سواء بتسوية القضية الفلسطينية أو تصاعد التوترات والمشكلات”.
ونبه المعشر إلى أن العلاقة مع دولة الاحتلال بعد السابع من أكتوبر “لا يمكن أن تبقى كما كانت، ففي الأردن الموقف الرسمي يقترب من الموقف الشعبي، وربما يكون هو الأقرب في الدول العربية إلى الموقف الشعبي… يجب أن يُعَاد تعريف هذه العلاقة على المستوى الوطني”.