وطنا اليوم – تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في “فزغلياد”، حول تنصيب غير معهود ينتظر بايدن في واشنطن.
وجاء في المقال: أداء الرئيس الجديد للولايات المتحدة اليمين الدستورية (تنصيبه)، سوف يجري هذه المرة، في تناقض تام مع التقاليد السياسية الأمريكية. فبدلاً من الاحتفال الوطني بالوحدة حول الزعيم الوطني، ستشهد واشنطن “تنصيبا على الحراب”. سوف يحرس آلاف الرجال المسلحين الرئيس الأمريكي الجديد من مواطنيه.
لسوء حظ الليبراليين، فإن هذا الإغلاق سيقف في طريقهم. يجري إغلاق الحفل ليس للحماية من الإرهابيين أو مكائد الأعداء الخارجيين، إنما من أجل عدم السماح لـ”الرعاع” بالوصول إلى هناك (هكذا يسمي الديمقراطيون أنصار ترامب)، إلا أن الرعاع على وجه التحديد، هم من سيكونون هناك. في الواقع، من الناحية النظرية، لم يكن تنصيب رئيس الولايات المتحدة مجرد عيد وطني أو حفل للمشاهير، إنما ورمز لإعادة توحيد أمريكا بعد الانتخابات.
إنه رمز مهم للغاية، لأن هذه الوحدة تكمن في أساس عمل النظام السياسي بأكمله في البلاد. فمهما تنازع الديمقراطيون والجمهوريون أثناء الانتخابات، فإنهم يعملون معا بعد انتهائها. معا، يقوم باعتماد القوانين الرئيسية للبلاد أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين (ينضم الديمقراطيون اليمينيون إلى الجمهوريين، وينضم الجمهوريون اليساريون إلى الديمقراطيين). فقط، هذه الصيغة من العمل تسمح للنظام بالعمل بشكل طبيعي، حيث يمكن أن تقع ثلاث مؤسسات لصنع القرار (مجلس النواب ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض) في أيدي قوى سياسية مختلفة.
لم تعد هناك وحدة في الواقع. والآن، يحد الديمقراطيون من إمكانية وصول الناس إلى حفل التنصيب، ويلقون بصورة الوحدة الوطنية في مقلب نفايات واشنطن. وسوف تدفع إدارة بايدن ثمن هذا “التنصيب على الحراب” طوال فترة رئاسته، التي من غير المعلوم أستكون قصيرة أم طويلة. الأمر متروك للتوفيق.