وطنا اليوم – أثار الإعلان عن رحيل صفوت الشريف وزير الإعلام المصري الأسبق وأحد أركان نظام مبارك عاصفة من الجدل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
البعض ذكّر بمساوئ الشريف، وآخرون ذكّروا بالقول الشهير: اذكروا محاسن موتاكم.
ما بين هؤلاء وهؤلاء ثار جدل صاخب، ومعركة حامية الوطيس حول صفوت الشريف (الصندوق الأسود لأنظمة عبد الناصر والسادات ومبارك ).
حكاية عن إعلامه
الكاتب الصحفي عبد العظيم حماد رئيس التحرير الأسبق لصحيفتي الأهرام والشروق ذكّر بحكاية عن إعلام صفوت الشريف ،جاء فيها: “كنت في مكتب المرحومة السيدة آمال يوسف رئيسة الشئون السياسية والأخبار بالإذاعة في يوم احتفال جامعة القاهرة بعيدها الذهبي أو الماسي وكان حسني مبارك قد أنهي للتو خطابه في الاحتفال حين دخل عليها المرحوم الأستاذ أحمد الرزاز رئيس الأخبار الصوتية قائلا بصوت منزعج و مسموع من علي عتبة الباب : الحقينا يا مدام آمال الرئيس غلِط في القرآن وطبعا احنا حنعيد الخطبة بعد نشرة اثنين ونص فماذا أفعل ؟ هل أذيعها كما هي بالغلطة ؟ أم أحذف هذه الاستشهاد كله من الخطبة؟”.
وتابع حماد: “كان مبارك قد اختتم الخطاب بالآية الكريمة التي تقول إنما يخشي الله من عباده العلماء لكي يؤكد أهمية العلم والجامعة (طبعا !)ولكنه نطقها برفع لفظ الجلالة أي جعله فاعلا لفعل الخشية ونصب كلمة العلماء فأصبح المعني معكوسا أي أن الله هو الذي يخشي العلماء وليس العلماء هم الذين يخشون الله مع أن مبارك نفسه لم يكن يخشي هؤلاء العلماء وتلك قصة أخري. المهم أن السيدة آمال يوسف انزعجت هي الأخري وقالت بالحرف الواحد : والله ما عارفة أقولك إيه يا أحمد ثم استدركت بعد ثوان قائلة : انتظر لما أسأل فهمي بيه تقصد الأستاذ فهمي عمر رئيس الإذاعة في ذلك الوقت وعنها واتصلت تليفونيا بفهمي بيه وحكت الحكاية ثم صمتت تسمع الرد ثم قالت للرزاز فهمي بيه حيسأل الوزير ويرد علينا انقضت عشر دقائق قبل ان يعاود رئيس الإذاعة الاتصال برئيسة الشئون السياسية ليبلغها ان الوزير يقول احذفوا المقطع كله من الخطبة ليتنفس الجميع الصعداء إذ كان قد انضم إلينا بعض أفراد السكرتارية وبعض مذيعي الأخبار الصوتية باعتبار أن المشكلة كبيرة !!!!”.
وتابع حماد قائلا: “مفهوم طبعا أن عدم الرد الفوري من الوزير يعني أنه كان في حاجة للاتصال بالرئاسة للاستئذان أو لتسجيل مأثرة بما أن دوره الذي حبب فيه مبارك كان هو حسن اخراج الكلام غير المناسب الذي كان يتفوه به الرئيس أحيانا أمامنا ثلاثة من كبار مسئولي الاعلام بل من خبرائه بل من أساطينه منذ أيام مجد الاذاعة المصرية في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الماضي يقفون مشلولين في مواجهة مشكلة مصطنعة حلها واضح وبديهي وهو حذف المقطع الذي اخطأ فيه الرئيس دون حاجة لكل أو بعض هذا الانزعاج و دون حاجة لاستئذان وزير او رئيس ولكنه إعلام الديكتاتور واعلام صفوت الشريف”.
واختتم حماد قائلا: وكم ذَا يكابد عاشق ويهاتي في حب مصر كثيرة الابتلاءات
فاروق شوشة
الشاعر فتحي عبد الله قال إن صفوت الشريف لم يكن له من اسمه نصيب ،مشيرا إلى أنه لم يكن من الصفوة ولا كان شريفا على الإطلاق ففي اول حياته كان يدير ويشرف على الأعمال القذرة لجهاز المخابرات ثم أدار اللعبة لصالحه.
وتابع عبد الله: “وعندما اكتشف النظام ذلك فصله واعاده ايام السادات منصور حسن ليعمل في الاستعلامات وكبر بها ثم تم اختياره وزيرا للإعلام وكان يدير بعض مؤسسات الدولة لحسابه أيضا وربي كثيرا من الفاسدين في الإعلام والصحافة وكان منافسه القوى فاروق حسني ودخلوا مع بعض في صراعات نفوذ لا اول لها ولا اخر و كان صفوت هو الذي يعطي تراخيص الجرائد الخاصة ويملي عليهم شروطه وعندما خرج إبراهيم عيسى عن المطلوب أوقف الترخيص حتى توسطوا له وقبل يديه أمام الحاضرين ونفذ ما يريده هذا الوزير المتنفذ وهو الذي صنع بعض رموز الدراما في مصر من كتاب السيناريست خاصة”.
