معالي العين السيد محمد داووديه
اندلع الطوفان المجيد يوم 7.10.2023. وانطلق الغزو الإسرائيلي البري لغزة يوم 27.10.2023، بعد الطوفان العظيم ب 20 يوماً.
احتاجت القيادات السياسية والعسكرية والأمنية الإسرائيلية 20 يوماً ليفيقوا من هول الصدمة، وليحددوا نقاط قوة حركة حماس، وليضعوا خطط الغزو.
كانت إحدى نقاط قوة حماس، التي ظن الجميع أنها ستجنب القطاع القصف، هي سيطرتها على نحو 250 أسيراً إسرائيلياً، مما دفع نتنياهو والجيش إلى العمل على تجريد حماس من نقطة القوة تلك، بقتل الرهائن.
عمل الإرهابي نتنياهو للحصول على رسالة من عائلات سقط أبناؤها خلال الحرب الجارية، قدموا له فيها “تفويضاً شعبياً كاملا” للمضي في القتال دون توقف.
الشعب الإسرائيلي يُجمِع بكافة أطيافه على هدف الإبادة الجماعية والانتقام لما لحق بكرامة إسرائيل من عار مشين.
كتبتُ في الدستور يوم 30.10.2023، ان
هدفي نتنياهو: إجتثاث حماس وإنقاذ الرهائن، لا يمكن التوفيق بينهما. فاجتثاث حماس، التي لا يعلم الإسرائيليون أماكنهم، يتم بتطبيق سياسة التهشيم، التي يطلقون عليها إسم “سِرب الفِيَلة في معرض الفخار” أو “فرّامة الورق”، وهو ما سيكون على رؤوس المدنيين وحماس والأسرى، تطبيقاً دقيقاً لبروتوكول هنيبعل الذي يُلزِم الجيش الإسرائيلي بقصف “الآسر والأسير”!!
الكاتب الإسرائيلي النزيه جدعون ليفي، قال تفسيراً لطوفان الأقصى “ان إسرائيل تدفع ثمن سجن مليوني إنسان في غزة”، وكتب في هآرتس: “بإستئنافها الحرب، قررت آسرائيل أن تتخلى عن المختطَفين”.
والجديد اننا نتابع ضغطاً أمريكياً قوياً على نتنياهو، للجوء إلى اساليب قصف “غير عشوائية واكثر دقة”، ولتحديد موعد لوقف الحرب!!
يملك نتنياهو قدرة المناورة للتحايل على الضغط الأمريكي والمماطلة لكسب أسابيع وأسابيع.
ونسأل، هل حقاً قَلَبَ الأمريكيون ساعة الرمل، في تحذير لنتنياهو من نفاد الوقت الذي تتحمل الإدارة فيه ضغط الناخبين الديمقراطيين الشباب، الذين يرون ان دعم إسرائيل، لم يعد مقبولاُ، لانه يتسبب في القتل والدمار المريع في قطاع غزة. ولأن إسرائيل لم تعد في خطر!!
إسرائيل لن تنعم بالأمن والاستقرار، طالما ظلت تحتل الأراضي العربية الفلسطينية والسورية.