وطنا اليوم – ردا على احد الكتاب في جريدة رسمية كتب فراس الصمادي مقالا تحت عنوان، النقابيون ليسوا كومبارس
تناقض وخلط غريب عجيب وقع فيه أحد الكتاب في مقال له نشرته أحد الصحف اليومية تناول الانتخابات النقابية، و أشاد فيه بإفرازات وعي الهيئات العامة للنقابات كحصيلة لاختيارها ووصفها بأنها أحد أهم مظاهر الحضور والشراكة والاعتماد على إفرازات صناديق الاقتراع، وتداول السلطة وطالب بقفزة نوعية للوطن الأردني في مئويته الثانية للبلديات، ومجلس النواب، وبنفس الوقت هاجم إفراز الهيئة العامة لأكبر نقابة مهنية وقفزتها النوعية بتأسيس التيار النقابي المهني الوطني “نمو” ولم يحترم خيار الهيئة العامة والنقابيين، لا بل وصل به الأمر الى أن ينعت النقابيون ويصفهم بالكومبارس، نعم ليسوا كومبارس بكل انتماءاتهم اليسارية والقومية أو الإسلامية أو المستقلين ومهما اختلفوا بينهم لم ينعتوا بعضهم بما وصفت بل كان على الدوام خلافهم صحيّ، ومشروع في إطار الصراع من أجل التطور ومصلحة النقابة الوطنية والمهنية.
ما نفهمه من مقال الكاتب المغمور وبما هو معروف عما يمثله من آراء انه أقحم تيار “نمو” بطريقة قسرية لا يمكن فهمها إلا أنها تكليف بنقل رسالة من جهة ما أو أفراد ما قطعا تضرروا من تأسيس تيار “نمو” الذي شكل حاجة فرضتها الظروف الذاتية، والموضوعية وطبيعة الصراع والتطور في نقابة المهندسين وإلا ما الحاجة لتأسيسه؟ لو كان بمقدور الثنائية التي تحدث عنها ان تحافظ على تطور النقابة أو تحقق خرقا انتخابيا وتغيير موازين القوى الانتخابية في نقابة المهندسين أو تقدم ما يطمح له جمهور عريض من المهندسين غالبيته العظمى من المستقلين المهنيين والوطنيين وهذا ما ظهر جليا في الإنتخابات الأخيرة.
حاول كاتب المقال أن يتغنى بالقائمة الخضراء وتاريخها وتحالف قواها اليسارية والقومية ظناً منه أن هذا الحديث سيعطي مصداقية لما تحدّث به عن “نمو”، ونقول له ونظنه يعلم أن كافة قوى القائمة الخضراء الرئيسية باركت ودعمت رسميا إطلاق “تيار نمو” أما إن كان هناك بعض الشخوص الذين تضرروا من تأسيس “تيار نمو” من مختلف التيارات فهذه مشكلتهم الشخصية ووجهة نظرهم ونحترم رأيهم حتى لو اختلفنا معهم وهذه ميزة النقابيين الذي يبدو إنك لا تدركها.
والأهم من كل ذلك أن “نمو” التي تهاجمها فكرة تأخر تنفيذها على الأقل عشرين عاما ولم تولد من فراغ وإنما حاجة فرضتها طبيعة التطور والصراع في نقابة المهندسين الذي تطلّب تغليب مصلحة النقابة المهنية الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة لأيّ تيار كان، والذي يبدو أيضا مما كتبت أنك لا تفرق بين النقابة المهنية، والحزب ودور الحزبي الفرد، وعمله المشروع في النقابات والتي هي لجميع أعضائها ، حزبيين، ومستقلين، وهم الأغلبية إن كنت لا تعلم، وندرك تماما أن ولادة “نمو”، وانطلاقتها لم ترقَ لكثير من القوى التي تضررت من تأسيسها، بل وضعت ومازالت الكثير من العراقيل أمامها، ولكن تأكد أنت، ومن تنطق باسمهم أن “نمو” ولدت لتبقى وتتطور مهما واجهت من عراقيل وصعوبات، وميزتها أنها تمثل قطاع عريض من الكوادر المهنية والنقابية من مختلف التيارات، وعلى راسهم المستقلين الذين بمجموعهم يملكون قراراهم وقادرون على الدفاع عن فكرتهم ونقابتهم ومصالحها المهنية والوطنية.
وتعليقا على الحديث الذي تطرقت إليه أيضا في خضم محاولتك الغريبة العجيبة في تناول الانتخابات النقابية فإن رسالة مجلس النقباء إلى رئيس الحكومة الذي طالب فيها إجراء الانتخابات للنقابات التي استحق موعدها رسالة مشروعة وطبيعية من مجلس النقباء وبنفس الوقت هناك رأي واسع يملك وجاهة بمشروعية التأجيل إذ لا يمكن إغفال ان فترة زمنية تتجاوز العام تعطل فيها عمل النقابات، ومجالسها، وتفاعلها على أرض الواقع في تنفيذ برامجها بسبب جائحة الكورونا، ولا يمكن مقارنته بإجراء الانتخابات النيابية التي أجريت كإستحقاق دستوري فرضته الحاجة إلى ضرورة وجود ركن أساسي من السلطات، بالرغم أنه كان من الأفضل تأجيلها أيضا.
ختاما من يدعي الحرص على النقابات وشرعيتها وانتخاباتها كان من الأجدى والأكثر صدقا لو تناول نقابة المعلمين وما تعرضت له وأما القفزة النوعية لوطن أردني نستحقه فان اجتزاء بعض العناوين التي طرحتها تؤكد قطعا إننا مختلفين في رؤيتنا للأولويات الوطنية في المئوية الثانية ولا يتسع المجال للحديث عنها في هذه العجالة من الرد.
مهندس فراس الصمادي